الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ } * { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّواْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }

يقول تعالـى ذكره: الذين لا يصدّقون بـالبعث بعد الـمـمات، وقـيام الساعة، ومـجازاة الله عبـاده فـي الدار الآخرة { عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ } يقول: عن مَـحَجَّة الـحق وقصد السبـيـل، وذلك دين الله الذي ارتضاه لعبـاده لَعادِلُونَ، يقال منه: قد نكب فلان عن كذا: إذا عدل عنه، ونكَّب عنه: أي عدل عنه. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن عطاء الـخراسانـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { عَنِ الصِّرَاطِ لَناكِبُونَ } قال: لعادلون. حدثنـي علـيّ، قال: ثنا أبو صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { وَإنَّ الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بـالآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ } يقول: عن الـحقّ عادلون. وقوله: { وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرَ } يقول تعالـى: ولو رحمنا هؤلاء الذين لا يؤمنون بـالآخرة، ورفعنا عنهم ما بهم من القحط والـجدب وضرّ الـجوع والهزال { لَلَـجُّوا فِـي طُغْيانهِمْ } يعنـي فـي عتوّهم وجرأتهم علـى ربهم. { يَعْمَهُونَ } يعنـي: يتردّدون كما: حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، فـي قوله: { وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرَ } قال: الـجوع.