يقول تعالى ذكره: { وَإنَّ لَكُمْ } أيها الناس { فِـي الأَنْعامِ لَعْبرَةً } تعتبرون بها، فتعرفون بها أياديَ الله عندكم وقدرته علـى ما يشاء، وأنه الذي لا يـمتنع علـيه شيء أراده ولا يُعْجِزه شيء شاءه. { نُسْقـيكُمْ مِـمَّا فِـي بُطُونِها } من اللبن الـخارج من بـين الفرث والدم. { وَلَكُمْ } مع ذلك { فِـيها } يعنـي فـي الأنعام، { مَنافِعُ كَثِـيرَةٌ } وذلك كالإبل التـي يحمل علـيها ويُركب ظهرها ويُشرب دَرّها. { وَمِنْها تأْكُلونَ } يعنـي من لـحومها تأكوله. وقوله: { وَعَلَـيْها وَعَلـى الفُلْكِ تُـحْمَلُونَ } يقول: وعلـى الأنعام وعلـى السفن تـحملون، علـى هذه فـي البرّ وعلـى هذه فـي البحر.