الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

يقول تعالـى ذكره: { الَّذِينَ يَرِثُونَ } البستان ذا الكَرْم، وهو الفِرْدَوْسُ عند العرب. وكان مـجاهد يقول: هو بـالرومية. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد، فـي قوله: { الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ } قال: الفردوس: بستان بـالرومية. قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد، قال: عدن حديقة فـي الـجنة قصرها فـيها عدنها خـلقها بـيده، تفتـح كل فجر فـينظر فـيها ثم يقول:قَدْ أفْلَـحَ الـمُؤْمِنُونَ } ، قال: هي الفردوس أيضا تلك الـحديقة، قال مـجاهد: غرسها الله بـيده فلـما بلغت قال:قَدْ أفْلَـحَ الـمُؤْمِنُونَ } ثم أمر بها تغلق، فلا ينظر فـيها خـلق ولا ملك مقرّب، ثم تفتـح كل سحر فـينظر فـيها فـيقول: { قَدْ أفْلَـحَ الـمُؤْمِنونَ } ثم تغلق إلـى مثلها. حدثنا ابن عبد الأعلـى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قَتادة، قال: قتل حارثة بن سُراقة يوم بدر، فقالت أمه: يا رسول الله، إن كان ابنـي من أهل الـجنة لـم أبك علـيه، وإن كان من أهل النار بـالغت فـي البكاء. قال: " يا أُمَّ حارِثَةَ، إنَّها جَنَّتانِ فِـي جَنَّةٍ، وَإنَّ ابْنَكِ قَدْ أصَابَ الفِرْدَوْسَ الأعْلَـى مِنَ الـجَنَّةِ " حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة، مثله. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي أبو سفـيان، عن معمر، عن قتادة، عن كعب، قال: خـلق الله بـيده جنة الفردوس، غرسها بـيده، ثم قال: تكلـمي قالت:قَدْ أفْلَـحَ الـمُؤْمِنُونَ } قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن حُسام بن مِصَكّ، عن قَتادة أيضاً، مثله، غير أنه قال: تكلـمي، قالت: طوبـي للـمتَّقـين. قال: ثنا الـحسين، قال: ثنا مـحمد بن يزيد، عن إسماعيـل بن أبـي خالد، عن أبـي داود نفـيع، قال: لـما خـلقها الله، قال لها: تزينـي فتزينت ثم قال لها: تكلـمي فقالت: طوبـي لـمن رضيت عنه. وقوله: { هُمْ فِـيها خالِدُونَ } يعنـي ماكثون فـيها، يقول: هؤلاء الذين يرثون الفردوس خالدون، يعنـي ماكثون فـيها أبداً لا يتـحوّلون عنها.