الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ } * { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ } * { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } * { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ }

اختلف أهل التأويـل فـي الـمعنـيّ بهذين الـخصمين اللذين ذكرهما الله، فقال بعضهم: أحد الفريقـين: أهل الإيـمان، والفريق الآخر: عبدة الأوثان من مشركي قريش الذين تبـارزوا يوم بدر. ذكر من قال ذلك: حدثنـي يعقوب، قال: ثنا هشيـم، قال: أخبرنا أبو هاشم عن أبـي مـجاز، عن قـيس بن عبـادة قال: سمعت أبـا ذرّ يُقْسم قَسَما أن هذه الآية: { هَذَان خَصْمان اخْتَصَمُوا فِـي رَبِّهِمْ } نزلت فـي الذين بـارزوا يوم بدر: حمزة وعلـيّ وعبـيدة بن الـحارث، وعتبة وشيبة ابنـي ربـيعة والولـيد بن عتبة. قال: وقال علـيّ: إنـي لأوّل أو من أوّل من يجثو للـخصومة يوم القـيامة بـين يدي الله تبـارك وتعالـى. حدثنا علـيّ بن سهل، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفـيان، عن أبـي هاشم، عن أبـي مـجاز، عن قـيس بن عبـاد، قال: سمعت أبـا ذرّ يقسم بـالله قسما لنزلت هذه الآية فـي ستة من قريش: حمزة بن عبد الـمطلب وعلـيّ بن أبـي طالب وعبـيدة بن الـحارث رضي الله عنهم، وعتبة بن ربـيعة وشيبة بن ربـيعة والولـيد بن عتبة { هَذَان خَصْمان اخْتَصَمُوا فـي رَبِّهِمْ }... إلـى آخر الآية:إنَّ اللَّهَ يُدْخِـلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعملُوا الصَّالـحاتِ... } إلـى آخر الآية. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفـيان، عن أبـي هاشم، عن أبـي مـجاز، عن قـيس بن عباد، قال: سمعت أبـا ذرّ يقسم، ثم ذكر نـحوه. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مـحمد بن مـحبب، قال: ثنا سفـيان، عن منصور بن الـمعتـمر، عن هلال بن يساف، قال: نزلت هذه الآية فـي الذين تبـارزوا يوم بدر: { هَذَانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِـي رَبِّهِم }. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة بن الفضل، قال: ثنـي مـحمد بن إسحاق، عن بعض أصحابه، عن عطاء بن يسار، قال: نزلت هؤلاء الآيات: { هَذَان خَصْمان اخْتَصَمُوا فِـي رَبِّهِمْ } فـي الذين تبـارزوا يوم بدر: حمزة وعلـي وعبـيدة بن الـحارث، وعتبة بن ربـيعة وشيبة بن ربـيعة والولـيد بن عتبة. إلـى قوله:وَهُدُوا إلـى صِرَاطِ الـحَمِيدِ } قال: ثنا جرير، عن منصور، عن أبـي هاشم، عن أبـي مُـجَلِّز، عن قـيس بن عبـاد، قال: والله لأُنزلت هذه الآية: { هَذَانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِـي رَبِّهِمْ } فـي الذين خرج بعضهم إلـى بعض يوم بدر: حمزة وعلـيّ وعُبـيدة رحمة الله علـيهم، وشيبة وعتبة والولـيد بن عتبة. وقال آخرون مـمن قال أحد الفرقـين فريق الإيـمان: بل الفريق الآخر أهل الكتاب. ذكر من قال ذلك: حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: هَذَانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِـي رَبِّهِمْ قال: هم أهل الكتاب، قالوا للـمؤمنـين: نـحن أولـى بـالله، وأقدم منكم كتابـا، ونبـينا قبل نبـيكم.

السابقالتالي
2 3 4 5