الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ }

يقول تعالـى ذكره: حتـى إذا فُتـح عن يأجوج ومأجوج، وهما أمَّتان من الأمـم ردمهما كما: حدثنـي عصام بن داود بن الـجراح، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنا سفـيان بن سعيد الثوريّ، قال: ثنا منصور بن الـمعتـمر، عن رِبْعِيّ بن حِرَاش، قال: سمعت حُذيفة بن الـيـمان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوَّلُ الآياتِ: الدَّجَّالُ، وَنُزُولُ عِيسَى، وَنارٌ تَـخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنِ أبْـيَنَ، تَسُوق النَّاسَ إلـى الـمَـحْشَرِ، تَقِـيـلُ مَعَهُمْ إذَا قالُوا. والدُّخانُ، والدَّابَّةُ، ثُمَّ يَأْجُوجُ ومَأْجَوجُ " قال حُذيفة: قلت: يا رسول الله، وما يأجوج ومأجوج؟ قال: " يَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ أُمَـمٌ، كُلُّ أُمَّةٍ أرْبَعُ مِئَةِ ألْفٍ، لا يَـمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حتـى يَرَى ألْفَ عَيْنٍ تَطْرِفُ بـينَ يَدَيْهِ مِنْ صُلْبِهِ، وَهُمْ وَلَدُ آدَمَ، فَـيَسِيرُونَ إلـى خَرَابِ الدُّنـيْا، يَكُونُ مُقَدِّمَتُهُمْ بـالشَّامِ وَساقَتُهُمْ بـالعِرَاقِ، فَـيَـمُرُّونَ بأنهَارِ الدُّنـيا، فَـيَشْرَبُونَ الفُرَاتَ والدَّجْلَةَ وبُحَيْرَةَ الطَّبَرِيَّةِ حتـى يَأْتُوا بَـيْتَ الـمَقْدِسِ، فَـيَقُولُونَ قَدْ قَتَلْنا أهْلَ الدُّنـيْا فَقاتِلُوا مَنْ فِـي السَّماءِ، فَـيْرمَونَ بـالنُّشَّابِ إلـى السَّماءِ، فَترْجِعُ نُشابُهُمْ مُخَضَّبَةً بـالدَّمِ، فَـيَقُولُونَ قَدْ قَتَلْنا مَنْ فِـي السَّماءِ، وَعِيسَى والـمُسْلِـمُونَ بِجَبَلِ طُورِ سِينِـينَ، فَـيُوحِي اللَّهُ جَلَّ جَلالُهُ إلـى عِيسَى: أنْ أحْرِزْ عِبـادِي بـالطُّورِ وَما يَـلـي أيْـلَةَ ثُمَّ إنَّ عِيسَ يَرْفَعُ رأسَهُ إلـى السَّماءِ، وَيُؤَمِّنُ الـمُسْلِـمونَ فَـيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَـيْهِمْ دَابَّةً يُقالُ لَهَا النَّغَفُ، تَدْخُـلُ مِنْ مَناخِرِهِمْ فَـيُصْبِحَونَ مَوْتَـى مِنْ حاقِ الشَّامِ إلـى حاقِ العِرَاقِ، حتـى تَنْتَنَ الأرْضُ مِنْ جِيفِهِمْ ويَأْمُرُ اللَّهُ السَّماءَ فتُـمْطِرُ كأفْوَاهِ القِرَبِ، فَتَغْسِلُ الأرْض مِنْ جِيَفِهِمْ وَنَتْنِهِمْ، فَعِنْدَ ذلكَ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبها " حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن أبـي جعفر، عن الربـيع، عن أبـي العالـية، قال: إن يأجوج ومأجوج يزيدون علـى سائر الإنس الضِّعف، وإن الـجنّ يزيدون علـى الإنس الضعف، وإن يأجوج ومأجوج رجلان اسمهما يأجوج ومأجوج. حدثنا ابن الـمثنى، قال: ثنا مـحمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبـي إسحاق، قال: سمعت وهب بن جابر يحدث، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: إن يأجوج ومأجوج يـمرّ أولهم بنهر مثل دجلة، ويـمرّ آخرهم فـيقول: قد كان فـي هذا مرّة ماء. لا يـموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفـاً فصاعداً. وقال: مِن بعدهم ثلاثُ أمـم لا يعلـم عددهم إلا الله: تاويـل، وتاريس، وناسك أو منسك شكّ شعبة. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفـيان، عن أبـي إسحاق، عن وهب بن جابر الـحيوانـي، قال: سألت عبد الله بن عمرو، عن يأجوج ومأجوج، أمن بنـي آدم هم؟ قال: نعم، ومن بعدهم ثلاث أمـم لا يعلـم عددهم إلا الله: تاريس، وتاويـل، ومنسك. حدثنا ابن الـمثنى، قال: ثنا سهل بن حماد أبو عتاب، قال: ثنا شعبة، عن النعمان بن سالـم، قال: سمعت نافع بن جبـير بن مطعم يقول: قال عبد الله بن عمرو: يأجوج ومأجوج لهم أنهار يَـلْقَمون ما شاءوا، ونساء يجامعون ما شاءوا، وشجر يـلقمون ما شاءوا، ولا يـموت رجل إلا ترك من ذرّيته ألفـاً فصاعداً.

السابقالتالي
2 3 4 5