الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ ٱلْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ }

يقول تعالـى ذكره: وآتـينا لوطاً { حُكْما } وهو فصل القضاء بـين الـخصوم، { وعِلْـما } يقول: وآتـيناه أيضاً علـماً بأمر دينه، وما يجب علـيه لله من فرائضه. وفـي نصب «لوط» وجهان: أن ينصب لتعلق الواو بـالفعل كما قلنا: وآتـينا لوطاً والآخر بـمضمر بـمعنى: واذكر لوطاً. وقوله: { ونَـجَّيْناهُ مِنَ القَرْيَةِ التـي كانَتْ تَعْمَلُ الـخَبـائِثَ } يقول: ونـجيناه من عذابنا الذي أحللناه بأهل القرية التـي كانت تعمل الـخبـائث، وهي قرية سَدُوم التـي كان لوط بعث إلـى أهلها. وكانت الـخبـائث التـي يعملونها: إتـيانَ الذكران فـي أدبـارهم، وخَذْفهم الناس، وتضارطهم فـي أنديتهم، مع أشياء أُخَر كانوا يعملونها من الـمُنكر، فأخرجه الله حين أراد إهلاكهم إلـى الشام. كما: حدثنـي موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ، قال: أخرجهم الله، يعنـي لوطا وابنتـيه زيثا وزعرثا إلـى الشام حين أراد إهلاك قومه. وقوله: { إنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فـاسِقِـينَ } مخالفـين أمر الله، خارجين عن طاعته وما يَرْضَى من العمل.