الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهَـٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ }

يقول جلّ ثناؤه: وهذا القرآن الذي أنزلناه إلـى مـحمد صلى الله عليه وسلم ذِكْرٌ لـمن تذكر به، وموعظة لـمن اتعظ به. { مبـاركٌ أنزلناهُ } كما أنزلنا التوراة إلـى موسى وهارون ذكراً للـمتقـين. { أفأَنْتُـمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } يقول تعالـى ذكره: أفأنتـم أيها القوم لهذا الكتاب الذي أنزلناه إلـى مـحمد منكرون وتقولونهُوَ أضْغاثُ أحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْـيَأْتِنا بآيَةٍ كمَا أُرْسِلَ الأوَّلُونَ } وإنـما الذي آتـيناه من ذلك ذكر للـمتقـين، كالذي آتـينا موسى وهارون ذكراً للـمتقـين. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَهَذَا ذِكْرٌ مُبـارَكٌ }... إلـى قوله: { أفأنْتُـمْ لَهُ مُنْكِرُونَ }: أي هذا القرآن.