الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا رَآكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَـٰذَا ٱلَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ }

يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: { وَإذَا رآكَ } يا مـحمد { الَّذِينَ كَفَرُوا } بـالله، { إنْ يَتَّـخِذُونَكَ إلاَّ هُزُوا } يقول: ما يتـخذونك إلا سخرّيا يقول بعضهم لبعض: { أهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ } يعنـي بقوله: يذكر آلهتكم بسوء ويعيبها، تعجبـا منهم من ذلك. يقول الله تعالـى ذكره: فـيعجبون من ذكرك يا مـحمد آلهتهم التـي لا تضرّ ولا تنفع بسوء. { وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ } الذي خـلقهم وأنعم علـيهم، ومنه نَفْعُهم، وبـيده ضرّهم، وإلـيه مرجعهم بـما هو أهله منهم أن يذكروه به { كَافِرُونَ } والعرب تضع الذكر موضع الـمدح والذمّ، فـيقولون: سمعنا فلانا يذكر فلانا، وهم يريدون سمعناه يذكره بقبـيح ويعيبه ومن ذلك قول عنترة:
لا تَذْكُرِي مُهْرِي وَما أطْعَمْتُهُ   فـيَكُونَ جِلْدُكِ مثِلَ جِلْدِ الأجْرَبِ
يعنـي بذلك: لا تعيبـي مُهْري. وسمعناه يُذكر بخير.