الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ }

يقول تعالـى ذكره مخبراً عن موسى: قال موسى مـجيبـاً لربه: { هِيَ عَصَايَ أتَوَكَّأُ عَلَـيْها وأهُشُّ بِها عَلـى غَنَـمِي } يقول: أضرب بها الشجر الـيابس فـيسقط ورقها فترعاه غنـمي، يقال منه: هشّ فلان الشجر يهشّ هشا: إذا اختبط ورق أغصانها فسقط ورقها كما قال الراجز:
أهُشُّ بـالْعْصَا عَلـى أغْنامِي   مِنْ ناعِمِ الأَرَاكِ والْبَشامِ
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة، فـي قوله: { وأهُشُّ بِها عَلـى غَنَـمِي } قال: أخبط بها الشجر. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وأهُشُّ بِها عَلـى غَنَـمِي } قال: أخبط بها الشجر. حدثنا بِشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وأهُشُّ بِها عَلـى غَنَـمي } قال: كان نبـيّ الله موسى صلى الله عليه وسلم يهشّ علـى غنـمه ورق الشجر. حدثنـي موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ { وأَهُشُّ بِها عَلـى غَنَـمِي } يقول: أضرب بها الشجر للغنـم، فـيقع الورق. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { هيَ عَصَايَ أتَوَكَّأُ عَلَـيْها وأهُشُّ بِها عَلـى غَنَـمي } قال: يتوكأ علـيها حين يـمشي مع الغنـم، ويهشّ بها، ويحرّك الشجر حتـى يسقط الورق الـحبَلة وغيرها. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الـحسن، عن عكرمة { وأهُشُّ بِها عَلـى غَنَـمِي } قال: أضرب بها الشجر، فـيسقط من ورقها علـيّ. حدثنـي عبد الله بن أحمد بن شبويه، قال: ثنا علـيّ بن الـحسن، قال: ثنا حسين، قال: سمعت عكرِمة يقول { وأهُشُّ بِها عَلـى غَنَـمِي } قال: أضرب بها الشجر، فـيتساقط الورق علـى غنـمي. حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا مُعاذ يقول: ثنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله { وأهُشُّ بِـا عَلـى غَنَـمِي } يقول: أضرب بها الشجر حتـى يسقط منه ما تأكل غنـمي. وقوله: { وَلـيَ فـيها مآرِبُ أُخْرَى } يقول: ولـي فـي عصاي هذه حوائج أخرى، وهي جمع مأربة، وفـيها للعرب لغات ثلاث: مأرُبة بضم الراء، ومأرَبة بفتـحها، ومأرِبه بكسرها، وهي مفعلة من قولهم: لا أرب لـي فـي هذا الأمر: أي لا حاجة لـي فـيه. وقيل «أخرى» وهن مآرب جمع، ولـم يقل أُخر، كما قـيـل:لَهُ الأسْماءُ الـحُسْنَى } وقد بـيَّنت العلة فـي توجيه ذلك هنالك. وبنـحو الذي قلنا فـي معنى الـمآرب، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا أحمد بن عبدة الضبـي، قال: ثنا حفص بن جميع، قال: ثنا سماك بن حرب، عن عكرِمة، عن ابن عبـاس، فـي قوله: { وَلـي فِـيها مآرِبُ أُخْرَى } قال: حوائج أخرى قد علـمتها. حدثنـي علـيّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله { وَلـي فِـيها مآرِبُ أُخْرَى } يقول: حاجة أخرى.

السابقالتالي
2