الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } * { فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً } * { لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلاۤ أَمْتاً }

يقول تعالـى ذكره: ويسألك يا مـحمد قومك عن الـجبـال، فقل لهم: يذريها ربـي تذرية، ويطيرها بقلعها واستئصالها من أصولها، ودكّ بعضها علـى بعض، وتصيـيره إياها هبـاء منبثاً { فَـيَذَرُها قاعاً صَفْصَفـاً } يقول تعالـى ذكره: فـيدع أماكنها من الأرض إذا نسفها نسفـاً، قاعاً: يعنـي: أرضا ملساء، صفصفـاً: يعنـي مستوياً لا نبـات فـيه، ولا نشز، ولا ارتفـاع. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنـي علـيّ، قال: ثنا أبو صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { قاعاً صَفْصَفـاً } يقول: مستوياً لا نبـات فـيه. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله { فَـيَذَرُها قاعاً صَفْصَفـاً } قال: مستوياً، الصفصف: الـمستوى. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا عبد الله بن يوسف، قال: ثنا عبد الله بن لهيعة، قال: ثنا أبو الأسود، عن عروة، قال: كنا قعوداً عند عبد الـملك حين قال كعب: إن الصخرة موضع قدم الرحمن يوم القـيامة، فقال: كذب كعب، إنـما الصخرة جبل من الـجبـال، إن الله يقول: { وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الـجِبـالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبّـي نَسْفـاً } فسكت عبد الـملك. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: { صَفْصَفـاً } قال: مستوياً. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله. قال أبو جعفر: وكان بعض أهل العلـم بلغات العرب من أهل الكوفة يقول: القاع: مستنقع الـماء، والصفصف: الذي لا نبـات فـيه. وقوله: { لا تَرَى فِـيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً } يقول: لا ترى فـي الأرض عوجاً ولا أمتاً. واختلف أهل التأويـل فـي معنى العوج والأمت، فقال بعضهم: عنى بـالعوج فـي هذا الـموضع: الأودية، وبـالأمت: الروابـي والنشوز. ذكر من قال ذلك: حدثنـي علـيّ، قال: ثنا أبو صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله { لا تَرَى فِـيها عِوَجاً وَلا أمْتاً } يقول: وادياً، ولا أمتاً: يقول: رابـية. حدثنـي مـحمد بن عبد الله الـمخرمي، قال: ثنا أبو عامر العقدي، عن عبد الواحد بن صفوان مولـى عثمان، قال: سمعت عكرمة، قال: سئل ابن عبـاس، عن قوله { لا تَرَى فِـيها عِوَجاً وَلا أمْتاً } قال: هي الأرض البـيضاء، أو قال: الـملساء التـي لـيس فـيها لبنة مرتفعة. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد { لا تَرَى فِـيهَا عِوَجاً وَلا أمْتاً } قال: ارتفـاعاً، ولا انـخفـاضاً. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله { لا تَرَى فِـيها عِوَجاً وَلا أمْتاً } قال: لا تعاديَ، الأمت: التعادي.

السابقالتالي
2