الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَٰواْ وَيُرْبِي ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ }

يعنـي عز وجل بقوله: { يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلْرّبَوٰاْ }: ينقص الله الربـا فـيذهبه. كما: حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس: { يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلْرّبَوٰاْ } قال: ينقص. وهذا نظير الـخبر الذي رُوي عن عبد الله بن مسعود، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الرّبـا وَإِنْ كَثُرَ فإلـى قُلٍّ " وأما قوله: { وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ } فإنه جل ثناؤه يعنـي: أنه يضاعف أجرها لربها، وينـميها له. وقد بـينا معنى الربـا قبل والإربـاء وما أصله، بـما فـيه الكفـاية من إعادته. فإن قال لنا قائل: وكيف إربـاء الله الصدقات؟ قـيـل: إضعافه الأجر لربها، كما قال جل ثناؤه:مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوٰلَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّاْئَةُ حَبَّةٍ } [البقرة: 261] وكما قال:مَّن ذَا ٱلَّذِى يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً } [البقرة: 245]. وكما: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا عبـاد بن منصور، عن القاسم أنه سمع أبـا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ وَيَأخُذُها بِـيَـمِينِهِ، فَـيُرَبِّـيها لأحَدِكُمْ كَما يُرَبِّـي أحَدُكُمْ مُهْرَهُ، حتـى إِنَّ اللُّقْمَةَ لَتَصِيرُ مِثْلَ أُحِدٍ " وتصديق ذلك فـي كتاب الله عزّ وجل:أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ ٱلصَّدَقَـٰتِ } [التوبة: 104] و { يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلْرّبَوٰاْ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ }. حدثنـي سلـيـمان بن عمر بن خالد الأقطع، قال: ثنا ابن الـمبـارك، عن سفـيان، عن عبـاد بن منصور، عن القاسم بن مـحمد، عن أبـي هريرة، ولا أراه إلا قد رفعه، قال: «إِنّ الله عزّ وجلّ يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ، ولا يَقْبَلُ إلا الطَّيِّبَ». حدثنـي مـحمد بن عمر بن علـيّ الـمقدمي، قال: ثنا ريحان بن سعيد، قال: ثنا عبـاد، عن القاسم، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ تَبَـارَكَ وَتَعالـى يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ وَلا يَقْبَلُ مِنْهَا إِلاَّ الطَّيِّبَ، وَيُرَبِّـيها لِصَاحِبِها كَمَا يُرَبِّـي أحَدُكُمْ مُهْرَهُ أوْ فَصِيـلَهُ، حتـى إِنَّ اللُّقْمَةَ لَتَصِيرُ مِثْلَ أُحُدٍ " وتصديق ذلك فـي كتاب الله عزّ وجلّ: { يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلْرّبَوٰاْ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ }. حدثني مـحمد بن عبد الملك، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن أيوب، عن القاسم بن محمد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ العَبْدَ إذَا تَصَدَّقَ مِنْ طَيِّبٍ تَقَبَّلَهَا اللَّهُ مِنْهُ، وَيَأَخُذُها بِـيَـمِينِهِ وَيُرَبِّـيهَا كَمَا يُرَبَـي أحَدُكُمْ مُهْرَهُ أوْ فَصِيـلَهُ. وَإِنَّ الرَّجُلَ لَـيَتَصَدَّقُ بِـاللُّقْمَةِ فَتَرْبُو فِـي يَدِ اللَّهِ " ، أو قال: " فـي كف اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حتـى تَكُونَ مِثْلَ أُحُدٍ فَتَصَدَّقُوا "

السابقالتالي
2