الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

يعنـي بذلك تعالـى ذكره: الشيطان يعدكم أيها الناس ـ بـالصدقة وأدائكم الزكاة الواجبة علـيكم فـي أموالكم ـ أن تفتقروا، { وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَاء } يعنـي: ويأمركم بـمعاصي الله عزّ وجلّ، وترك طاعته { وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مّنْهُ } يعنـي أن الله عزّ وجلّ يعدكم أيها الـمؤمنون، أن يستر علـيكم فحشاءكم بصفحه لكم عن عقوبتكم علـيها، فـيغفر لكم ذنوبكم بـالصدقة التـي تتصدّقون. { وَفَضْلاً } يعنـي: ويعدكم أن يخـلف علـيكم من صدقتكم، فـيتفضل علـيكم من عطاياه ويسبغ علـيكم فـي أرزاقكم.] كما: حدثنا مـحمد بن حميد، قال: ثنا يحيـى بن واضح، قال: ثنا الـحسين بن واقد، عن يزيد النـحوي، عن عكرمة، عن ابن عبـاس، قال: اثنان من الله، واثنان من الشيطان، الشيطان يعدكم الفقر يقول: لا تنفق مالك، وأمسكه علـيك، فإنك تـحتاج إلـيه، ويأمركم بـالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه علـى هذه الـمعاصي وفضلاً فـي الرزق. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: { ٱلشَّيْطَـٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَاء وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مّنْهُ وَفَضْلاً } يقول: مغفرة لفحشائكم، وفضلاً لفقركم. حدثنا هناد، قال: ثنا أبو الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن مرة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ للشَّيْطانِ لَـمَّةً مِنْ ابْنِ آدَمَ وللْـمَلَكَ لَـمَّةً: فأمَّا لَـمَّةٌ الشَّيْطانِ: فإيعادٌ بـالشَّرّ، وَتَكْذِيبٌ بـالـحَقّ وأمَّا لَـمَّةُ الـمَلَكِ: فإيعادٌ بـالـخَيْرِ، وَتَصْدِيقٌ بـالـحَقّ. فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْـيَعْلَـمْ أنَّهُ مِنَ اللَّهِ وَلْـيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ الأُخْرَى فَلْـيَتَعَوَّذْ بـاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ " ، ثُمَّ قَرأ { ٱلشَّيْطَـٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَاء }. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا الـحكيـم بن بشير بن سلـيـمان، قال: ثنا عمرو، عن عطاء بن السائب، عن مرة، عن عبد الله، قال: إن للإنسان من الـمَلك لـمة، ومن الشيطان لـمة فـاللـمة من الـمَلك: إيعاد بـالـخير، وتصديق بـالـحقّ، واللـمة من الشيطان: إيعاد بـالشرّ، وتكذيب بـالـحقّ. وتلا عبد الله: { ٱلشَّيْطَـٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَاء وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مّنْهُ وَفَضْلاً }. قال عمرو: وسمعنا فـي هذا الـحديث أنه كان يقال: إذا أحسّ أحدكم من لـمة الـملك شيئا فلـيحمد الله، ولـيسأله من فضله، وإذا أحسّ من لـمة الشيطان شيئاً، فلـيستغفر الله ولـيتعوّذ من الشيطان. حدثنـي يعقوب، قال: ثنا ابن علـية، قال: ثنا عطاء بن السائب، عن أبـي الأحوص، أو عن مرّة، قال: قال عبد الله: ألا إن للـملك لـمة، وللشيطان لـمة فلـمة الـملك: إيعاد بـالـخير وتصديق بـالـحق، ولـمة الشيطان: إيعاد بـالشرّ وتكذيب بـالـحقّ وذلكم بأن الله يقول: { ٱلشَّيْطَـٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَاء وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مّنْهُ وَفَضْلاً وَٱللَّهُ وٰسِعٌ عَلِيمٌ } فإذا وجدتـم من هذه شيئاً فـاحمدوا الله علـيه، وإذا وجدتـم من هذه شيئاً فتعوّذوا بـالله من الشيطان.

السابقالتالي
2