الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }

يعنـي تعالـى ذكره بقوله: { وَلـمَّا بَرَزُوا لـجالُوتَ وجُنُودِهِ } ولـما برز طالوت وجنوده لـجالوت وجنوده. ومعنى قوله: { بَرَزُوا } صاروا بـالبراز من الأرض، وهو ما ظهر منها واستوى، ولذلك قـيـل للرجل القاضي حاجته: تَبَرَزَ لأن الناس قديـماً فـي الـجاهلـية إنـما كانوا يقضون حاجتهم فـي البراز من الأرض، فقـيـل: قد تبرز فلان: إذا خرج إلـى البراز من الأرض لذلك، كما قـيـل تغوّط لأنهم كانوا يقضون حاجتهم فـي الغائط من الأرض وهو الـمطمئنّ منها، فقـيـل للرجال: تغوّط، أي صار إلـى الغائط من الأرض. وأما قوله: { رَبَّنا أفْرِغْ عَلَـيْنا صَبْراً } فإنه يعنـي أن طالوت وأصحابه قالوا: { رَبَّنا أفْرغْ عَلَـيْنا صَبْراً } يعنـي أنزل علـينا صبراً. وقوله: { وَثَبِّتْ أقْدَامَنا } يعنـي: وقوّ قلوبنا علـى جهادهم لتثبت أقدامنا فلا ننهزم عنهم، { وَانْصُرْنا علـى القَوْمِ الكافِرِينَ }: الذين كفروا بك فجحدوك إلهاً وعبدوا غيرك واتـخذوا الأوثان أربـابـاً.