الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وِمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ }

اختلف أهل التأويـل فـي معنى الـحسنة التـي ذكر الله فـي هذا الـموضع، فقال بعضهم: يعنـي بذلك: ومن الناس من يقول: ربنا أعطنا عافـية فـي الدنـيا وعافـية فـي الآخرة: ذكر من قال ذلك: حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة فـي قوله: { رَبَّنا آتِنا فِـي الدُّنْـيا حَسَنَةً وفِـي الآخِرَةِ حَسَنَةً } قال: فـي الدنـيا عافـية، وفـي الآخرة عافـية. قال قتادة: وقال رجل: اللهمّ ما كنت معاقبـي به فـي الآخرة فعجله لـي فـي الدنـيا فمرض مرضاً حتـى أضنى علـى فراشه، فذكر للنبـيّ صلى الله عليه وسلم شأنه، فأتاه النبـيّ صلى الله عليه وسلم، فقـيـل له: إنه دعا بكذا وكذا، فقال النبـيّ صلى الله عليه وسلم: " إنَّهُ لا طاقَةَ لأِحَدٍ بِعُقُوبَةِ اللَّهِ، وَلَكِنْ قُلْ: رَبَّنا آتِنا فِـي الدُّنـيْا حَسَنَةً وفـي الآخِرِةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذَابَ النَّار " فقالها، فما لبث إلا أياماً أو يسيراً حتـى برأ. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا سعيد بن الـحكم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، قال: ثنـي حميد، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً قد صار مثل الفرخ الـمنتوف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هَلْ كُنْتَ تَدْعُو اللَّهَ بِشَيْءٍ، أوْ تَسألُ اللّهَ شَيْئاً؟ " قال: قلت: اللهمَّ ما كنت معاقبـي به فـي الآخرة فعاقبنـي به فـي الدنـيا. قال: " سُبْحانَ اللّهِ هَلْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ أحَدٌ أوْ يُطِيقُهُ فهَلاَّ قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنا فِـي الدُّنْـيا حَسَنَةً، وفِـي الآخِرَة حَسَنَةً، وَقِنا عَذَابَ النَّارِ " وقال آخرون: بل عنى الله عز وجل بـالـحسنة فـي هذا الـموضع: فـي الدنـيا: العلـم والعبـادة، وفـي الآخرة: الـجنة. ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنا عبـاد، عن هشام بن حسان، عن الـحسن: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِـي الدُّنْـيا حَسَنَةً وفِـي الآخِرَةِ حَسَنَةً } قال: الـحسنة فـي الدنـيا: العلـم والعبـادة، وفـي الآخرة: الـجنة. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: ثنا هشيـم، عن سفـيان بن حسين، عن الـحسن فـي قوله: { رَبَّنا آتِنا فِـي الدُّنـيْا حَسَنَةً، وفِـي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذَابَ النَّارِ } قال: العبـادة فـي الدنـيا، والـجنة فـي الآخرة. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الرحمن بن واقد العطار، قال: ثنا عبـاد بن العوّام، عن هشام، عن الـحسن فـي قوله: { رَبَّنا آتِنا فِـي الدُّنْـيا حَسَنَةً } قال: الـحسنة فـي الدنـيا: الفهم فـي كتاب الله والعلـم. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت سفـيان الثوري يقول هذه الآية: { رَبَّنا آتِنا فِـي الدُّنْـيا حَسَنَةً وفِـي الآخِرَةِ حَسَنَةً } قال: الـحسنة فـي الدنـيا: العلـم والرزق الطيب، وفـي الآخرة حسنة: الـجنة.

السابقالتالي
2