الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ للَّهِ فَإِنِ ٱنْتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ }

يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمدصلى الله عليه وسلم: وقاتلوا الـمشركين الذين يقاتلونكم { حتـى لا تَكُونَ فتنةٌ } يعنـي: حتـى لا يكون شرك بـالله، وحتـى لا يعبد دونه أحد، وتضمـحل عبـادة الأوثان الآلهة والأنداد، وتكون العبـادة والطاعة لله وحده دون غيره من الأصنام والأوثان كما قال قتادة فـيـما: حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: { وَقاتِلُوهُمْ حَّتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ } قال: حتـى لا يكون شرك. حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة فـي قوله: { وَقاتِلُوهُمْ حَّتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ } قال: حتـى لا يكون شرك. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: { وَقاتِلُوهُمْ حَّتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ } قال: الشرك { ويَكُونَ الدّينُ لِلَّهِ }. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد مثله. حدثنـي موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسبـاط، عن السدي: { وَقاتِلُوهُمْ حَّتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ } قال: أما الفتنة: فـالشرك. حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: حدثنـي أبـي، قال: حدثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس قوله: { وَقاتِلُوهُمْ حَّتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ } يقول: قاتلوا حتـى لا يكون شرك. حدثت عن عمار بن الـحسن، قال: ثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع: { وَقَاتِلُوهُمْ حتَّـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ } أي شرك. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: { وَقاتِلُوهُمْ حَّتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ } قال: حتـى لا يكون كفر، وقرأ:تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ } [الفتح: 16]. حدثنـي علـيّ بن داود، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: حدثنـي معاوية بن صالـح، عن علـيّ بن أبـي طلـحة، عن ابن عبـاس: { وَقاتِلُوهُمْ حَّتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ } يقول: شرك. وأما الدين الذي ذكره الله فـي هذا الـموضع فهو العبـادة والطاعة لله فـي أمره ونهيه، من ذلك قول الأعشى:
هُوَ دَانَ الرِّبابَ إذْ كَرِهُوا الدِّ   يـنَ دِرَاكا بغزْوَةٍ وصِيال
يعنـي بقوله: إذ كرهوا الدين: إذ كرهوا الطاعة وأبوها. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثت عن عمار بن الـحسن، قال: ثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع: { ويَكُونَ الدّين للَّه } يقول: حتـى لا يعبد إلا الله، وذلك لا إله إلا الله علـيه قاتل النبـيّ صلى الله عليه وسلم وإلـيه دعا، فقال النبـيّ صلى الله عليه وسلم: " إنّـي أُمِرْتُ أنْ أُقُاتِلَ النّاسَ حَّتـى يَقُولُوا لا إلَهَ إلاَّ الله، ويقِـيـمُوا الصَّلاةَ، ويُؤْتُوا الزَّكاةَ، فإذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ عَصَمُوا مِّنـي دِماءَهُمْ وأمْوالَهُمْ إلاَّ بِحَقِّها وَحِسابهُمْ علـى اللَّهِ "

السابقالتالي
2 3