الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }

يعنـي جل ثناؤه بقوله: { وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ } ومن أيِّ موضع خرجت إلـى أيّ موضع وجهت فولّ يا مـحمد وجهك، يقول: حوّل وجهك. وقد دللنا علـى أن التولـية فـي هذا الـموضع شطر الـمسجد الـحرام، إنـما هي الإقبـال بـالوجه نـحوه وقد بـينا معنى الشطر فـيـما مضى. وأما قوله: { وَإنَّهُ لَلْـحَقُّ مِنْ رَبِّكَ } فإنه يعنـي تعالـى ذكره: وإن التوجه شطره للـحقّ الذي لا شك فـيه من عند ربك، فحافظوا علـيه، وأطيعوا الله فـي توجهكم قِبَله. وأما قوله: { وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } فإنه يقول: فإن الله تعالـى ذكره لـيس بساه عن أعمالكم ولا بغافل عنها، ولكنه مـحصيها لكم حتـى يجازيكم بها يوم القـيامة.