الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً }

يقول تعالـى ذكره: { ثم ننـجي } من النار بعد ورود جميعهم إياها، { الذين اتقوا } فخافوه، بأداء فرائضه واجتناب معاصيه { وَنَذَرُ الظَّالِـمِينَ فِـيها جِثِـيًّا } يقول جلّ ثناؤه: وندع الذين ظلـموا أنفسهم، فعبدوا غير الله، وعصَوا ربهم، وخالفوا أمره ونهيه من النار، جثـياً، يقول: بروكاً علـى ركبهم. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَنَذَرُ الظَّالِـمِينَ فِـيها جثِـياً } علـى ركبهم. حدثنا الـحسن ابن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة { وَنَذَرُ الظَّالِـمينَ فِـيها جِثِـيًّا } علـى ركبهم. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: { وَنَذَرُ الظَّالِـمِينَ فِـيها جِثِـيًّا } قال: الـجُثِـيّ: شرّ الـجلوس، لا يجلس الرجل جاثـيا إلاَّ عند كرب ينزل به. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله { ثُمَّ نُنَـجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِـمِينَ فِـيها جِثِـيًّا } إن الناس وردوا جهنـم وهي سوداء مظلـمة، فأما الـمؤمنون فأضاءت لهم حسناتهم، فأنـجوا منها. وأما الكفـار فأوبقتهم أعمالهم، واحْتُبِسوا بذنوبهم.