الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ قَالَ ٱنفُخُواْ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِيۤ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً } * { فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً }

يقول عزّ ذكره: قال ذو القرنـين للذين سألوه أن يجعل بـينهم وبـين يأجوج ومأجوج سدّا { آتونِي } أي جيئونـي بِزُبَر الـحديد، وهي جمع زُبْرة، والزُّبْرة: القطعة من الـحديد. كما: حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { زُبَرَ الـحَدِيدِ } يقول: قطع الـحديد. حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: { آتُونِـي زُبَرَ الـحَدِيدِ } قال: قطع الـحديد. حدثنـي إسماعيـل بن سيف، قال: ثنا علـيّ بن مسهر، عن إسماعيـل، عن أبـي صالـح، قوله: { زُبَرَ الـحَدِيدِ } قال: قطع الـحديد. حدثنـي مـحمد بن عمارة الأسديّ، قال: ثنا عبـيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيـل، عن أبـي يحيى عن مـجاهد، قوله: { آتُونِـي زُبَرَ الـحَدِيدِ } قال: قطع الـحديد. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { آتُونِـي زُبَرُ الـحَدِيدِ }: أي فَلَق الـحديث. حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فـي قوله: { آتُونِـي زُبَرُ الـحَدِيدِ } قال: قطع الـحديد. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس: { آتُونِـي زُبَرَ الـحَدِيدِ } قال: قطع الـحديد. وقوله: { حتـى إذَا ساوَى بـينَ الصَّدفَـيْنِ } يقول عزّ ذكره: فآتُوهُ زُبَر الـحديد، فجعلها بـين الصدفـين حتـى إذا ساوى بـين الـجبلـين بـما جعل بـينهما من زُبر الـحديد، ويقال: سوّى. والصدفـان: ما بـين ناحيتـي الـجبلـين ورؤوسهما ومنه قوله الراجز:
قدْ أخَذَتْ ما بـينَ عَرْضِ الصُّدُفَـيْنِ   ناحِيَتَـيْها وأعالـي الرُّكْنَـيْنِ
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنـي علـيّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله { بـينَ الصَّدَفَـيْنِ } يقول: بـين الـجبلـين. حدثنـي مـحمد، بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس:حتـى إذَا بَلَغَ بـينَ السَّدَّيْنِ } قال: هو سدّ كان بـين صَدَفـين، والصدفـان: الـجبلان. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى «ح» وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: { الصَّدَفَـيْنِ } رؤوس الـجبلـين. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله. حُدثت عن الـحسين بن الفرج، قال: سمعت أبـا مُعاذ يقول: ثنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { بـينَ الصَّدَفَـيْنِ } يعنـي الـجبلـين، وهما من قبل أرمينـية وأذربـيجان. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { حتـى إذَا ساوَى بـينَ الصَّدَفَـيْنِ } وهما الـجبلان. حدثنـي أحمد بن يوسف، قال: أخبرنا القاسم، قال: ثنا هشيـم، عن مغيرة، عن إبراهيـم أنه قرأها: { بـينَ الصَّدَفَـيْنِ } منصوبة الصاد والدال، وقال: بـين الـجبلـين، وللعرب فـي الصدفـين: لغات ثلاث، وقد قرأ بكلّ واحدة منها جماعة من القراء: الفتـح فـي الصاد والدال، وذلك قراءة عامة قرّاء أهل الـمدينة والكوفة والضمّ فـيهما، وهي قراءة أهل البصرة والضم فـي الصاد وتسكين الدال، وذلك قراءة بعض أهل مكة والكوفة.

السابقالتالي
2 3