الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً }

يقول تعالـى ذكره: وأحاط الهلاك والـجوائح بثمره، وهي صنوف ثمار جنته التـي كان يقول لها:ما أظُنُّ أنْ تَبِـيدَ هَذِهِ أبَداً } فأصبح هذا الكافر صاحب هاتـين الـجنتـين، يقلب كفَّـيه ظهرا لبطن، تلهفـاً وأسفـاً علـى ذهاب نفقته التـي أنفق فـي جنته { وَهِيَ خاوِيَةٌ علـى عُرُوشِها } يقول: وهي خالـية علـى نبـاتها وبـيوتها. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { فأصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّـيْهِ }: أي يصفق { كَفـيه عَلـى ما أنْفَقَ فِـيها } متلهفـاً علـى ما فـاته. { وَ } هو { يقول يا لَـيْتَنِـي لَـمْ أُشْرِكْ بِرَبّـي أحَداً } ويقول: يا لـيتنـي، يقول: يتـمنى هذا الكافر بعد ما أصيب بجنته أنه لـم يكن كان أشرك بربه أحداً، يعنـي بذلك: هذا الكافر إذا هلك وزالت عنه دنـياه وانفرد بعمله، ودّ أنه لـم يكن كفر بـالله ولا أشرك به شيئاً.