الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً }

يقول عزّ ذكره: وهلا إذ دخـلت بستانك، فأعجبك ما رأيت منه، قلت ما شاء الله كان وفـي الكلام مـحذوف استغنـي بدلالة ما ظهر علـيه منه، وهو جواب الـجزاء، وذلك كان. وإذا وجه الكلام إلـى هذا الـمعنى الذي قلنا كانت «ما» نصبـاً بوقوع فعل الله علـيه، وهو شاء وجاز طرح الـجواب، لأن معنى الكلام معروف، كما قـيـل: فإن استطعت أن تبتغي نفقاً فـي الأرض، وترك الـجواب، إذ كان مفهوماً معناه. وكان بعض أهل العربـية يقول «ما» من قوله: { ما شاءَ اللّهُ } فـي موضع رفع بإضمار هو، كأنه قـيـل: قلت هو ما شاء الله { لا قُوَّةَ إلاَّ بـاللّهِ } يقول: لا قوّة علـى ما نـحاول من طاعته إلا به. وقوله: { إنْ تَرَنِ أنا أقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً } وهو قول الـمؤمن الذي لا مال له، ولا عشيرة، مثل صاحب الـجنتـين وعشيرته، وهو مثل سَلْـمان وصُهَيب وَخبـاب، يقول: قال الـمؤمن للكافر: إن ترن أيها الرجل أنا أقلّ منك مالاً وولداً فإذا جعلت أنا عماداً نصبت أقل، وبه القراءة عندنا، لأن علـيه قراءة الأمصار، وإذا جعلته اسماً رفعت أقل.