يقول تعالـى ذكره: يعرفون نعمة الله ثم يُنكرونها الـيوم ويستنكرون { يَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلّ أُمَّةٍ شَهِيداً } وهو الشاهد علـيها بـما أجابت داعي الله، وهو رسولهم الذي أرسل إلـيهم. { ثُمَّ لا يُؤْذَنُ للَّذِينَ كَفَرُوا } يقول: ثم لا يؤذن للذين كفروا فـي الاعتذار، فـيعتذروا مـما كانوا بـالله وبرسوله يكفرون. { وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } فـيتركوا الرجوع إلـى الدنـيا فـينـيبوا ويتوبوا وذلك كما قال تعالـى:{ هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَـيَعْتَذِرُونَ } وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلّ أُمَّةٍ شَهِيداً } وشاهدها نبـيها، علـى أنه قد بلغ رسالات ربه، قال الله تعالـى:{ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلـى هَؤُلاءِ }