الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ }

يقول تعالـى ذكره: معبودكم الذي يستـحقّ علـيكم العبـادة وإفراد الطاعة له دون سائر الأشياء معبود واحد، لأنه لا تصلـح العبـادة إلا له، فأفردوا له الطاعة وأخـلصوا له العبـادة ولا تـجعلوا معه شريكاً سواه. { فـالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بـالآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ } يقول تعالـى ذكره: فـالذين لا يصدّقون بوعد الله ووعيده ولا يقرّون بـالـمعاد إلـيه بعد الـمـمات { قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ } يقول تعالـى ذكره: مستنكرة لـما نقص علـيهم من قدرة الله وعظمته وجميـل نعمة علـيهم، وأن العبـادة لا تصلـح إلا له والألوهة لـيست لشيء غيره يقول: وهم مستكبرون عن إفراد الله بـالألوهة والإقرار له بـالوحدانـية، اتبـاعاً منهم لـما مضى علـيه من الشرك بـالله أسلافهم. كما: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { فـالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بـالآخِرةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ } لهذا الـحديث الذي مضى، وهم مستكبرون عنه.