الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ }

يقول جلّ ثناؤه: قال إخوة يوسف له: تالله لقد فضلك الله علـينا وآثرك بـالعلـم والـحلـم والفضل، { وَإنْ كُنَّا لـخاطِئِينَ } يقول: وما كنا فـي فعلنا الذي فعلنا بك فـي تفريقنا بـينك وبـين أبـيك وأخيك وغير ذلك من صنـيعنا الذي صنعنا بك، إلاَّ خاطئين: يعنون مُخْطئين، يقال منه: خَطِىء فلان يَخْطَأ خَطأً وخِطْأً، وأخطأ يخطىء إخطاءً ومن ذلك قول أمية بن الأسكر:
وإنَّ مُهاجِرَيْنِ تَكَنَّفـاهُ   لعَمْرُ اللّهِ قَدْ خَطِئا وَحابـا
وبنحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو، عن أسبـاط، عن السديّ، قال: لـما قال لهم يوسف:أنا يُوسُفُ وَهَذَا أخِي } اعتذَروا إلـيه، وقالوا: { تاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَـيْنا وَإنْ كُنَّا لَـخاطِئِينَ } فـيـما كنا صنعنا بك. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { تاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَـيْنا } وذلك بعد ما عرّفهم أنفسهم، يقول: جعلك الله رجلاً حلـيـماً.