الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ }

ذُكِر أن يوسف صلوات الله وسلامه علـيه لـما قال له إخوته:يا أيُّها العَزِيزُ مَسَّنا وأهْلَنا الضُّرُّ وَجِئْنا بِبِضَاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنا الكَيْـلَ وَتَصَدَّقْ عَلَـيْنا إنَّ اللّهَ يَجْزِي الـمُتَصَدّقِـينَ } أدركته الرقة وبـاح لهم بـما كان يكتـمهم من شأنه. كما: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، قال: ذُكر لـي أنهم لـما كلـموه بهذا الكلام غلبته نفسه، فـارفضّ دمعه بـاكياً، ثم بـاح لهم بـالذي يكتـم منهم، فقال: { هَلْ عَلِـمْتُـمْ ما فَعَلْتُـمْ بِـيُوسُفَ وأخِيهِ إذْ أنْتُـمْ جاهِلُونَ }؟ ولـم يعن بذكر أخيه ما صنعه هو فـيه حين أخذه، ولكن للتفريق بـينه وبـين أخيه، إذ صنعوا بـيوسف ما صنعوا. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ:فَلَـمَّا دَخَـلوا عَلَـيْهِ قالُوا يا أيُّها العَزِيزُ مَسَّنا وأهْلَنا الضُّرُّ } الآية، قال: فرحمهم عند ذلك، فقال لهم: { هَلْ عَلِـمْتُـمْ ما فَعَلْتُـمْ بِـيُوسُفَ وأخِيهِ إذْ أنْتُـمْ جاهِلُونَ }؟ فتأويـل الكلام: هل تذكرون ما فعلتـم بـيوسف وأخيه، إذ فرّقتـم بـينهما وصنعتـم ما صنعتـم إذ أنتـم جاهلون، يعنـي فـي حال جهلكم بعاقبة ما تفعلون بـيوسف، وما إلـيه صائر أمره وأمركم؟