الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

يقول تعالـى ذكره: لقد كان فـي يوسف وإخوته آيات لـمن سأل عن شأنهم حين قالوا إخوة يوسف { لَـيُوسُفُ وأخُوهُ } مِنْ أمه { أحَبُّ إلـى أبِـينا مِنَّا ونَـحْنُ عُصْبَةٌ } يقولون: ونـحن جماعة ذوو عدد أحد عشر رجلاً. والعصبة من الناس هم عشرة فصاعدا، قـيـل إلـى خمسة عشر فصاعدا عشر، لـيس لها واحد من لفظها، كالنفر والرهط. { إنَّ أبـانا لَفِـي ضَلالٍ مُبِـينٍ } يعنون: إن أبـانا يعقوب لفـي خطأ من فعله فـي إيثاره يوسف وأخاه من أمه علـينا بـالـمـحبة، ويعنـي بـالـمبـين أنه خطأ، يبـين عن نفسه أنه خطأ لـمن تأمله ونظر إلـيه. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو بن مـحمد العنقزي، عن أسبـاط، عن السديّ: { إذْ قالُوا لَـيُوسُفُ وأخُوهُ أحَبُّ إلـي أبِـينا مِنا } قال: يعنون بنـيامين. قال: وكانوا عشرة. قال: ثنا عمرو بن مـحمد، عن أسبـاط، عن السديّ: { إنَّ أبـانا لَفِـي ضَلالٍ مُبِـينٍ } قال: فـي ضلال من أمرنا. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { ونَـحْنُ عُصْبَةٌ } قال: العصبة: الـجماعة.