الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ إِنِّيۤ أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ }

يعني جلّ ذكره بقوله: وقال ملك مصر { إنّـي أرَى } فـي الـمنام { سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ } من البقر { عِجافٌ }. وقال: «إنـي أرى»، ولـم يذكر أنه رأى فـي منامه ولا فـي غيره، لَتَعارُف العرب بـينها فـي كلامها إذا قال القائل منهم: أرى أنـي أفعل كذا وكذا أنه خبر عن رؤيته ذلك فـي منامه وإن لـم يذكر النوم. وأخرج الـخبر جلّ ثناؤه علـى ما قد جرى به استعمال العرب ذلك بـينهم. { وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ } يقول: وأرى سبع سنبلات خضر فـي منامي. { وأُخَرَ } يقول: وسبعاً أخر من السنبل { يابِساتٍ يَأيُّها الـمَلأُ } يقول: يا أيّها الأشراف من رجالـي وأصحابـي { أفْتُونِـي فِـي رُؤْيايَ } فـاعْبرُوها { إنْ كُنْتُـمْ للرُّؤْيا } عَبرَة. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو بن مـحمد، عن أسبـاط، عن السديّ، قال: إن الله أرى الـملك فـي منامه رؤيا هالته، فرأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات. فجمع السحرةَ والكهنةَ والـحُزاةَ والقافَة، فقصها علـيهم. { فقالُوا أضْغاثُ أحْلامٍ وَما نَـحْنُ بَتأْوِيـلِ الأحْلامِ بِعالِـمِينَ }. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، قال: ثم إن الـملك الرَّيَّان بن الولـيد رأى رؤياه التـي رأى، فهالته، وعرف أنها رؤيا واقعة، ولـم يدر ما تأويـلها فقال للـملإ حوله من أهل مـملكته: { إنّـي أرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سمِانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ }... إلـى قوله: { بِعالِـمِينَ }.