الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ بِئْسَ ٱلرِّفْدُ ٱلْمَرْفُودُ }

يقول الله تعالـى ذكره: وأتبعهم الله فـي هذه، يعنـي فـي هذه الدنـيا مع العذاب الذي عجله لهم فـيها من الغرق فـي البحر، لعنته. { وَيَوْمَ القِـيامَة } يقول: وفـي يوم القـيامة أيضاً يـلعنون لعنة أخرى. كما: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن مـحمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبـي بزة، عن مـجاهد: { وأُتْبِعُوا فِـي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ القِـيامَةِ } قال: لعنة أخرى. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: { وأُتْبِعُوا فِـي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ القِـيامَةِ } قال زيدوا بلعنته لعنة أخرى، فتلك لعنتان. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: { وأُتْبِعُوا فِـي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ القِـيامَةِ بِئْسَ الرّفْدُ الـمَرْفُودُ } اللعنة فـي أثر اللعنة. قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قوله: { وأُتْبِعُوا فِـي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ القِـيامَةِ } قال: زيدوا لعنة أخرى، فتلك لعنتان. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد: { فِـي هَذِهِ } قال: فـي الدنـيا { وَيَوْمَ القِـيامَةِ } أردفوا بلعنة أخرى زيدوها، فتلك لعنتان. وقوله: { بِئْسَ الرّفْدُ الـمَرْفُودُ } يقول: بئس العون الـمعان اللعنة الـمزيدة فـيها أخرى منها. وأصل الرفد: العون، يقال منه: رفد فلان فلانا عند الأمير يرفده رفدا بكسر الراء، وإذا فُتـحت، فهو السَّقـي فـي القدح العظيـم، والرَّفد: القدح الضخم، ومنه قول الأعشى:
رُبَّ رَفْدٍ هَرَقْتَهُ ذلكَ الـيَوْ   مَ وأسْرَى مِنْ مَعْشَرٍ أقْتالِ
ويقال: رفد فلان حائطه، وذلك إذا أسنده بخشبة لئلا يسقط. والرَّفد بفتـح الراء الـمصدر، يقال منه: رَفَدَهُ يَرْفِده رِفْداً. والرِّفد: اسم الشيء الذي يُعطاه الإنسان وهو الـمَرْفد. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { بِئْسَ الرّفْدُ الـمَرْفُودُ } قال: لعنة الدنـيا والآخرة. حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: { بِئْسَ الرّفْدُ الـمَرْفُودُ } قال: لعنهم الله فـي الدنـيا، وزيد لهم فـيها اللعنة فـي الآخرة. حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فـي قوله: { وَيَوْم القِـيامَةِ بِئْسَ الرّفْدُ الـمَرْفُودُ } قال: لعنة فـي الدنـيا، وزيدوا فـيها لعنة فـي الآخرة. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { وأُتْبِعُوا فِـي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ القِـيامَةِ بِئْسَ الرّفْدُ الـمَرْفُودُ } يقول: ترادفت علـيهم اللعنتان من الله لعنة فـي الدنـيا، ولعنة فـي الآخرة. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو خالد، عن جويبر، عن الضحاك، قال: أصابتهم لعنتان فـي الدنـيا، رفدت إحداهما الأخرى، وهو قوله: { وَيَوْمَ القِـيامَة بِئْسَ الرّفْدُ الـمَرْفُودُ }.