الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ ٱلنَّارَ وَبِئْسَ ٱلْوِرْدُ ٱلْمَوْرُودُ }

يقول تعالـى ذكره: يقدم فرعون قومه يوم القـيامة يقودهم، فـيـمضي بهم إلـى النار حتـى يوردهموها ويصلـيهم سعيرها. { وَبِئْسَ الوِرْدُ } يقول: وبئس الورد الذي يردونه. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: { يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِـيامَةِ } قال: فرعون يقدم قومه يوم القـيامة يـمضي بـين أيديهم حتـى يهجم بهم علـى النار. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِـيامَةِ } يقول: يقود قومه فأوردهم النار. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس قوله: { يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِـيامَةِ } يقول: أضلهم فأوردهم النار. حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن عيـينة، عن عمرو بن دينار، عمن سمع ابن عبـاس يقول فـي قوله: { فَأوْرَدَهُمُ النَّارَ } قال: الورد: الدخول. حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: ثنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ } كان ابن عبـاس يقول: الورد فـي القرآن أربعة أوراد: فـي هود قوله: { وَبِئْس الورْدُ الـمَوْرُود } ، وفـي مريـم:وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَاردُها } ، وورد فـي الأنبـياء:حَصَبُ جَهَنَّـمُ أنْتُـمْ لَهَا وَاردُونَ } وورد فـي مريـم أيضاً:وَنَسُوقُ الـمُـجْرمينَ إلـى جَهَنَّـمَ ورْداً } كان ابن عبـاس يقول: كل هذا الدخول، والله لـيَرِدنّ جهنـم كلّ برّ وفـاجر.ثُمَّ نُنَـجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِـمِينَ فِـيهَا جِثِـيًّا }