الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يٰشُعَيْبُ أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِيۤ أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ }

يقول تعالـى ذكره: قال قوم شعيب: { يا شُعَيْبُ أصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أنْ نَتْرُكَ } عبـادة { ما يَعْبُدُ آبـاؤُنا } من الأوثان والأصنام، { أوْ أنْ نَفْعَلَ فِـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ } من كسر الدراهم وقطعها وبخس الناس فـي الكيـل والوزن { إنَّكَ لأَنْتَ الـحَلِـيـمُ } وهو الذي لا يحمله الغضب أن يفعل ما لـم يكن لـيفعله فـي حال الرضا، { الرَّشِيدُ } يعنـي: رشيد الأمر فـي أمره إياهم أن يتركوا عبـادة الأوثان. كما: حدثنا مـحمود بن خداش، قال: ثنا حماد بن خالد الـخياط، قال: ثنا داود بن قـيس، عن زيد بن أسلـم، فـي قول الله: { أصلاتُك تأمُرُك أن نَتْرُك ما يَعْبُدُ آبـاؤُنا أوْ أنْ نَفْعَل فـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ، إنَّكَ لانْتَ الـحَلِـيـمُ الرَّشيدُ } قال: كان مـما نهاهم عنه حذف الدراهم، أو قال: قطع الدراهم. الشك من حماد. حدثنا سهل بن موسى الرازي، قال: ثنا ابن أبـي فُدَيك، عن أبـي مودود، قال: سمعت مـحمد بن كعب القرظي يقول: بلغنـي أن قوم شعيب عذّبوا فـي قطع الدراهم، وجدت ذلك فـي القرآن: { أصَلاتُكَ تَأمُرُكَ أن نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آبـاؤُنا أو أن نَفْعَل فـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ }. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا زيد بن حبـاب، عن موسى بن عبـيدة، عن مـحمد بن كعب القرظي، قال: عذّب قوم شعيب فـي قطعهم الدراهم، فقالوا: { يا شُعَيْبُ أصَلاتُكَ تَأمُرُكَ أن نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آبـاؤُنا أو أن نَفْعَلَ فـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ }. قال: ثنا حماد بن خالد الـخياط، عن داود بن قـيس، عن زيد بن أسلـم، فـي قوله: { أو أن نَفْعَلَ فِـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ } قال: كان مـما نهاهم عنه: حذف الدراهم. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { قالُوا يا شُعَيْبُ أصَلاتُكَ تَأمُرُكَ أنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آبـاؤُنا أوْ أنْ نَفْعَلَ فِـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ } قال: نهاهم عن قطع الدنانـير والدراهم، فقالوا: إنـما هي أموالنا نفعل فـيها ما نشاء، إن شئنا قطعناها، وإن شئنا حَرّقناها، وإن شئنا طرحناها. قال: وأخبرنا ابن وهب، قال: وأخبرنـي داود بن قـيس الـمري أنه سمع زيد بن أسلـم يقول فـي قول الله: { قالُوا يا شُعَيْبُ أصَلاتُكَ تَأمُرُكَ أنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آبـاؤُنا أوْ أنْ نَفْعَلَ فِـي أمْوَالِنا ما نَشاءُ } قال زيد: كان من ذلك قطع الدراهم. وقوله: { أصَلاتُكَ } كان الأعمش يقول فـي تأويـلها ما: حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري عن الأعمش، فـي قوله: { أصَلاتُكَ } قال: قراءتك. فإن قال قائل: وكيف قـيـل: أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آبـاؤنا، أو أن نفعل فـي أموالنا ما نشاء، وإنـما كان شعيب نهاهم أن يفعلوا فـي أموالهم ما قد ذكرت أنه نهاهم عنه فـيها؟ قـيـل: إن معنى ذلك بخلاف ما توهمت.

السابقالتالي
2