الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ }

يقول تعالـى ذكره مخبراً عن قـيـل هود لقومه: { فإنْ تَوَلَّوْا } يقول: فإن أدبروا معرضين عما أدعوهم إلـيه من توحيد الله وترك عبـادة الأوثان، { فَقَدْ أبْلَغْتُكُمْ } أيها القوم { ما أُرْسِلْتُ بِه إلَـيْكُمْ } وما علـى الرسول إلا البلاغ. { وَيَسْتَـخْـلِفُ رَبـي قَوْماً غَيْرَكُمْ } يهلككم ربـي، ثم يستبدل ربـي منكم قوماً غيركم يوحدونه ويخـلصون له العبـادة. { وَلا تَضُرّونَهُ شَيْئاً } يقول: ولا تقدرون له علـى ضر إذا أراد إهلاككم أو أهلككم. وقد قـيـل: لا يضرّه هلاككم إذا أهلككم لا تنقصونه شيئاً، لأنه سواء عنده كنتـم أو لـم تكونوا. { إنَّ رَبِّـي علـى كُلّ شَيْءٍ حَفِـيظٌ } يقول: إن ربـي علـى جميع خـلقه ذو حفظ وعلـم، يقول: هو الذي يحفظنـي من أن تنالونـي بسوء.