الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ ٱللَّهُ إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } * { وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِيۤ إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

يقول تعالـى ذكره: قال نوح لقومه حين استعجلوه العذاب: يا قوم لـيس الذي تستعجلون من العذاب إلـيّ، إنـما ذلك إلـى الله لا إلـى غيره، هو الذي يأتـيكم به إن شاء. { وما أنْتُـمْ بِـمُعْجِزِينَ } يقول: ولستـم إذا أراد تعذيبكم بـمعجزيه: أي بفـائتـيه هربـاً منه لأنكم حيث كنتـم فـي مُلكه وسلطانه وقدرته حكمه علـيكم جار. { وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي } يقول: ولا ينفعكم تـحذيري عقوبته ونزول سطوته بكم علـى كفركم به، { إنْ أرَدْتُ أنْ أنْصَحَ لَكُمْ } فـي تـحذيري إياكم ذلك لأن نصحي لا ينفعكم لأنكم لا تقبلونه. { إِنْ كَان اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُم } ، يقول: إن كان الله يريد أن يهلككم بعذابه. { هُوَ رَبُّكُمْ وَإلَـيْهِ تُرْجَعونَ } يقول: وإلـيه تردّون بعد الهلاك. حُكي عن طيّىء أنها تقول: أصبح فلان غاوياً: أي مريضاً. وحُكي عن غيرهم سماعاً منهم: أغويت فلاناً، بـمعنى أهلكته، وغَوِي الفصيـل: إذا فقد اللبن فمات. وذكر أن قول الله:فَسَوْفَ يَـلْقَوْنَ غَيًّا } أي هلاكاً.