الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } * { إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ }

يقول تعالـى ذكره: ولو شاء ربك يا مـحمد لـجعل الناس كلها جماعة واحدة علـى ملة واحدة ودين واحد. كما: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَـجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةٍ } يقول: لـجعلهم مسلـمين كلهم. وقوله: { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِـينَ } يقول تعالـى ذكره: ولا يزال الناس مختلفـين، { إلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ }. ثم اختلف أهل التأويـل فـي الاختلاف الذي وصف الله الناس أنهم لا يزالون به، فقال بعضهم: هو الاختلاف فـي الأديان. فتأويـل ذلك علـى مذهب هؤلاء ولا يزال الناس مختلفـين علـى أديان شتّـى من بـين يهودي ونصرانـي ومـجوسي، ونـحو ذلك. وقال قائلو هذه الـمقالة: استثنى الله من ذلك من رحمهم، وهم أهل الإيـمان. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن نـمير، عن طلـحة بن عمرو، عن عطاء: { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِـينَ } قال: الـيهود والنصارى والـمـجوس. والـحنـيفـية هم الذين رحم ربك. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا قبـيصة، قال: ثنا سفـيان، عن طلـحة بن عمرو، عن عطاء: { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِـينَ } قال: الـيهود والنصارى والـمـجوس { إلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ } قال: هم الـحنـيفـية. حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم وابن وكيع، قالا: ثنا ابن علـية، قال: أخبرنا منصور بن عبد الرحمن، قال: قلت للـحسن، قوله: { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِـينَ إلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ }. قال: الناس مختلفون علـى أديان شتـى، إلا من رحم ربك، فمن رحم غير مختلفـين. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن حسن بن صالـح، عن لـيث، عن مـجاهد: { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِـينَ } قال: أهل البـاطل. { إلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ } قال: أهل الـحق. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِـينَ } قال: أهل البـاطل. إلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ قال: أهل الـحق. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، نـحوه. قال: ثنا معلـي بن أسد، قال: ثنا عبد العزيز، عن منصور بن عبد الرحمن، قال: سئل الـحسن عن هذه الآية: { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِـينَ إلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ } قال: الناس كلهم مختلفون علـى أديان شتّـى. { إلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ } فمن رحم غير مختلف. فقلت له: ولذلك خـلقهم؟ فقال: خـلق هؤلاء لـجنته وهؤلاء لناره، وخـلق هؤلاء لرحمته وخـلق هؤلاء لعذابه. قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرحمن بن سعد، قال: ثنا أبو جعفر، عن لـيث، عن مـجاهد، فـي قوله: { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِـينَ } قال: أهل البـاطل. { إلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ } قال: أهل الـحقّ. قال: ثنا الـحمانـي، قال: ثنا شريك، عن خصيف، عن مـجاهد، قوله: { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِـينَ } قال: أهل الـحقّ وأهل البـاطل.

السابقالتالي
2 3 4