الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } * { وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ } * { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } * { مَّنْ خَشِيَ ٱلرَّحْمَـٰنَ بِٱلْغَيْبِ وَجَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } * { ٱدْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلُخُلُودِ } * { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }

" احتجت الجنة والنار، فقالت النار فيَّ الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة فيَّ ضعفاء الناس ومساكينهم، فقضى بينهما، فقال للجنة إنما أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها " انفرد به مسلم دون البخاري من هذا الوجه، والله سبحانه وتعالى أعلم. وقد رواه الإمام أحمد من طريق أخرى عن أبي سعيد رضي الله عنه بأبسط من هذا السياق، فقال حدثنا حسن وروح قالا حدثنا حماد ابن سلمة عن عطاء بن السائب، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " افتخرت الجنة والنار، فقالت النار يا رب يدخلني الجبابرة والمتكبرون، والملوك والأشراف، وقالت الجنة أي رب يدخلني الضعفاء والفقراء والمساكين، فيقول الله تبارك وتعالى للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة أنت رحمتي وسعت كل شيء، ولكل واحدة منكما ملؤها، فيلقى في النار أهلها، فتقول هل من مزيد؟ - قال - ويلقى فيها وتقول هل من مزيد؟ ويلقى فيها، وتقول هل من مزيد؟ حتى يأتيها عز وجل، فيضع قدمه عليها، فتنزوي وتقول قدني قدني، وأما الجنة فيبقى فيها ما شاء تعالى أن يبقى، فينشىء الله سبحانه وتعالى لها خلقاً ما يشاء " حديث آخر وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده حدثني عقبة بن مكرم، حدثنا يونس، حدثنا عبد الغفار ابن القاسم عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " يعرفني الله تعالى نفسه يوم القيامة، فأسجد سجدة يرضى بها عني، ثم أمدحه مدحة يرضى بها عني، ثم يؤذن لي في الكلام، ثم تمر أمتي على الصراط مضروب بين ظهراني جهنم، فيمرون أسرع من الطرف والسهم، وأسرع من أجود الخيل، حتى يخرج الرجل منها يحبو، وهي الأعمال، وجهنم تسأل المزيد، حتى يضع فيها قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط، وأنا على الحوض " قيل وما الحوض يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده إن شرابه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج. وأطيب ريحاً من المسك، وآنيته أكثر من عدد النجوم، لا يشرب منه إنسان فيظمأ أبداً، ولا يصرف فيروى أبداً " وهذا القول هو اختيار ابن جرير. وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو يحيى الحمامي عن نصر الجزار عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما { يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلاََتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } قال ما امتلأت قال تقول وهل فيَّ من مكان يزاد في؟ وكذا رواه الحاكم بن أبان عن عكرمة { وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } وهل فيَّ مدخل واحد؟ قد امتلأت.

PreviousNext
1 3 4 5