الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } * { ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

أخرجاه في " الصحيحين " من حديث مالك مطولاً، وهذه قطعة منه فيها مقصودنا ههنا. وروى الإمام أحمد عن هشيم عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس حدثني عبد الرحمن بن عوف أن عمر بن الخطاب خطب الناس، فسمعته يقول ألا وإن أناساً يقولون ما الرجم في كتاب الله، وإنما فيه الجلد، وقد رجم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، ولولا أن يقول قائل، أو يتكلم متكلم أن عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه، لأثبتها كما نزلت. وأخرجه النسائي من حديث عبيد الله بن عبد الله به. وقد روى الإمام أحمد أيضاً عن هشيم عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فذكر الرجم، فقال لا تُخدعن عنه فإنه حد من حدود الله تعالى، ألا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم، ورجمنا بعده، ولولا أن يقول قائلون زاد عمر في كتاب الله ما ليس فيه، لكتبت في ناحية من المصحف وشهد عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وفلان وفلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم، ورجمنا بعده، ألا وإنه سيكون من بعدكم قومٌ يكذبون بالرجم، وبالدجال، وبالشفاعة، وبعذاب القبر، وبقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا. وروى أحمد أيضاً عن يحيى القطان عن يحيى الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب " إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم " ، الحديث رواه الترمذي من حديث سعيد عن عمر، وقال صحيح. وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا ابن عون عن محمد، هو ابن سيرين، قال نبئت عن كثير بن الصلت قال كنا عند مروان، وفينا زيد، فقال زيد بن ثابت كنا نقرأ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة، قال مروان ألا كتبتها في المصحف؟ قال ذكرنا ذلك، وفينا عمر بن الخطاب، فقال أنا أشفيكم من ذلك، قال قلنا فكيف؟ قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر كذا وكذا، وذكر الرجم، فقال يا رسول الله اكتب لي آية الرجم، قال " لا أستطيع الآن " هذا أو نحو ذلك. وقد رواه النسائي من حديث محمد بن المثنى عن غندر عن شعبة عن قتادة عن يونس بن جبير عن كثير بن الصلت عن زيد بن ثابت به وهذه طرق كلها متعددة ودالة على أن آية الرجم كانت مكتوبة، فنسخ تلاوتها، وبقي حكمها معمولاً به، والله أعلم.

PreviousNext
1 3 4