الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَجَعَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } * { وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }

وقد ذكر ابن أبي الدنيا رحمه الله في كتابه " التفكر والاعتبار " أن بعض عباد بني إسرائيل تعبد ثلاثين سنة، وكان الرجل منهم إذا تعبد ثلاثين سنة، أظلته غمامة، فلم ير ذلك الرجل شيئاً مما كان يحصل لغيره، فشكا ذلك إلى أمه، فقالت له يا بني فلعلك أذنبت في مدة عبادتك هذه؟ فقال لا، والله ما أعلمه، قالت فلعلك هممت؟ قال لا، ولا هممت، قالت فلعلك رفعت بصرك إلى السماء ثم رددته بغير فكر؟ فقال نعم كثيراً، قالت فمن ههنا أتيت. ثم قال منبهاً على بعض آياته { وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَـٰرَ } أي هذا في ظلامه وسكونه، وهذا بضيائه وأنسه، يطول هذا تارة، ثم يقصر أخرى، وعكسه الآخر { وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } هذه لها نور يخصها، وفلك بذاته، وزمان على حدة، وحركة وسير خاص، وهذا بنور آخر، وفلك آخر، وسير آخر، وتقدير آخر { كُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } أي يدورون. قال ابن عباس يدورون كما يدور المغزل في الفلكة، قال مجاهد فلا يدور المغزل إلا بالفلكة، ولا الفلكة إلا بالمغزل، كذلك النجوم والشمس والقمر لا يدورون إلا به، ولا يدور إلا بهن كما قال تعالىفَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيْلَ سَكَناً وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } الأنعام 96.

PreviousNext
1 2