الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤاْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } * { يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ } * { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } * { وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَمَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }

فقال هشام بن عمرو، من بنى عامر بن لؤى: أما أنا، فرأيى أن تحملوا محمداً على بعير، فيخرج من أرضكم، فيذهب حيث شاء، ويليه غيركم، قال إبليس: بئس والله الرأى رأيتم، تعمدون إلى رجل قد شتت وأفسد جماعتكم، واتبعه منك طائفة، فتخرجوه إلى غيركم، فيفسدهم كما أفسدكم، فيوشك والله أن يقبل بهم عليكم ويتولى الصغو الذى له فيكم، قالوا: صدق والله الشيخ.

فقال أبو جهل بن هشام المخزومي: أما أنا، فرأيي أن تعمدوا إلى كل بطن من قريش، فتأخذوا من كل بطن رجلاً، ثم تعطوا كل رجل منهم سيفاً، فيضربونه جميعاً بأسيافهم، فلا يدري قومه من يأخذون به، وتؤدي قريش ديته، قال إبليس: صدق والله الشاب، إن الأمر لكما قال، فتفرقوا على قول أبي جهل.

فنزل جبريل، عليه السلام، فأخبره بما ائتمر به القوم، وأمره بالخروج، فخرج النبى صلى الله عليه وسلم من ليلته إلى الغار، وأنزل الله عز وجل: { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من قريش { لِيُثْبِتُوكَ } ، يعنى ليحبسوك فى بيت، يعني أبا البحتري بن هشام، { أَوْ يَقْتُلُوكَ } ، يعنى أبا جهل، { أَوْ يُخْرِجُوكَ } من مكة، يعني به هشام بن عمرو، { وَيَمْكُرُونَ } بالنبي صلى الله عليه وسلم الشر، { وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ } بهم حين أخرجهم من مكة فقتلهم ببدر، فذلك قوله: { وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ } [آية: 30] أفضل مكراً منهم، أنزل الله:أَمْ أَبْرَمُوۤاْ } ، يقول: أم أجمعوا على أمر،فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } [الزخرف:79]، يقول: لنخرجنهم إلى بدر فنقتلهم، أو نعجل أرواحهم إلى النار.

قوله: { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } ، يعنى القرآن، { قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا } القرآن، قال ذلك النضر بن الحارث بن علقمة، من بني عبد الدار بن قصي، ثم قال: { إِنْ هَـٰذَآ } الذى يقول محمد من القرآن { إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } [آية: 31]، يعنى أحاديث الأولين، يعني محمداً صلى الله عليه وسلم يحدث عن الأمم الخالية، وأنا أحدثكم عن رستم واسفنديار كما يحدث محمد، فقال عثمان بن مظعون الجمحي: اتق الله يا نضر، فإن محمداً يقول الحق، قال: وأنا أقول الحق، قال عثمان: فإن محمداً يقول: لا إله إلا الله، قال: وأنا أقول: لا إله إلا الله، ولكن الملائكة بنات الله.

فأنزل الله عز وجل فى حم الزخرف، فقال:قُلْ } يا محمد:إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ } [الزخرف: 81]، أول الموحدين من أهل مكة، فقال عند ذلك: ألا ترون قد صدقنى: { إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ } ، قال الوليد بن المغيرة: لا والله ما صدقك، ولكنه قال: ما كان للرحمن ولد، ففطن لها النضر، فقال: { وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا } ما يقول محمد { هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ } ، يعنى القرآن، { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [آية: 32]، يعنى وجيع.

PreviousNext
1 3