الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { ٱلَّذِينَ عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ }

قوله تعالىٰ: { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ } أي من يَدِبّ على وجه الأرض في علم الله وحكمه. { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } نظيره «الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ». ثم وصفهم فقال: { ٱلَّذِينَ عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ } أي لا يخافون الانتقام. «ومن» في قوله «منهم» للتبعيض لأن العهد إنما كان يجري مع أشرافهم ثم ينقضونه. والمعنيُّ بهم قُريظة والنضير في قول مجاهد وغيره. نقضوا العهد فأعانوا مشركي مكة بالسلاح، ثم اعتذروا فقالوا: نسينا فعاهدهم عليه السلام ثانية فنقضوا يوم الخندق.