وقال سعيد بن جبير: يقول الكافر ربّ إنه زاد عليّ في الكتابة، فيقول الملَك: ربنا ما أطغيته أي ما زدت عليه في الكتابة فحينئذ يقول الله تعالى: { لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ } يعني الكافرين وقرناءهم من الشياطين. قال القشيري: وهذا يدل على أن القرين الشيطان. { وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِٱلْوَعِيدِ } أي أرسلت الرسل. وقيل: هذا خطاب لكل من ٱختصم. وقيل: هو للاثنين وجاء بلفظ الجمع. { مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ } قيل هو قوله:{ مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَىۤ إِلاَّ مِثْلَهَا } [الأنعام: 160] وقيل هو قوله:{ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [السجدة: 13]. وقال الفرّاء: ما يكذب عندي أي ما يزاد في القول ولا ينقص لعلمي بالغيب. { وَمَآ أَنَاْ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } أي ما أنا بمعذِّب من لم يُجرم، قاله ٱبن عباس. وقد مضى القول في معناه في «الحج» وغيرها.