الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَآءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }

قوله تعالى: { إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَآءَكُمْ } أي إن تستغيثوا بهم في النوائب لا يسمعوا دعاءكم لأنها جمادات لا تبصر ولا تسمع. { وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ } إذ ليس كل سامع ناطقاً. وقال قتادة: المعنى لو سمعوا لم ينفعوكم. وقيل: أي لو جعلنا لهم عقولاً وحياة فسمعوا دعاءكم لكانوا أطوع لله منكم، ولما استجابوا لكم على الكفر. { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ } أي يجحدون أنكم عبدتموهم، ويتبرءون منكم. ثم يجوز أن يرجع هذا إلى المعبودين مما يعقل كالملائكة والجن والأنبياء والشياطين أي يجحدون أن يكون ما فعلتموه حقاً، وأنهم أمروكم بعبادتهم كما أخبر عن عيسى بقوله:مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ } [المائدة: 116]. ويجوز أن يندرج فيه الأصنام أيضاً، أي يحييها الله حتى تخبر أنها ليست أهلاً للعبادة. { وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } هو الله جل وعز أي لا أحد أخبر بخلق الله من الله، فلا ينبئك مثله في عمله.