الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } * { إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوۤاْ إِخْوَانَ ٱلشَّيَاطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } * { وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ٱبْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً }

وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية { وآت ذي القربى حقه } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك.

وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت { وآت ذي القربى حقه } أقطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة فدكا.

وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعطي وكيف يعطي وبمن يبدأ فأنزل الله { وآت ذي القربى حقه والمسكين وابن السبيل } فأمر الله أن يبدأ بذي القربى، ثم بالمسكين وابن السبيل ومن بعدهم. قال: { ولا تبذر تبذيراً } يقول الله عز وجل: ولا تعط مالك كله فتقعد بغير شيء. قال: { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك } فتمنع ما عندك، فلا تعطي أحداً { ولا تبسطها كل البسط } فنهاه أن يعطي إلا ما بين له. وقال له: { وأما تعرضن عنهم } يقول: تمسك عن عطائهم { فقل لهم قولاً ميسوراً } يعني قولاً معروفاً، لعله أن يكون، عسى أن يكون.

وأخرج أحمد والحاكم وصححه، " عن أنس أن رجلاً قال: يا رسول الله إني ذو مال كثير وذو أهل وولد وحاضرة، فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع؟ قال: " تخرج الزكاة المفروضة، فإنها مطهرة تطهرك، وتصل أقاربك، وتعرف حق السائل، والجار والمسكين " فقال: يا رسول الله، أقلل لي؟ قال: { فآت ذي القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيراً } قال: حسبي رسول الله ".

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: { ولا تبذر تبذيراً } قال: التبذير، إنفاق المال في غير حقه.

وأخرج ابن جرير، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - نتحدث أن التبذير النفقة في غير حقه.

وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { إن المبذرين } قال: هم الذين ينفقون المال في غير حقه.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه في قوله: { ولا تبذر تبذيراً } يقول: لا تعط مالك كله.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: من السرف، أن يكتسي الإنسان ويأكل ويشرب مما ليس عنده، وما جاوز الكفاف فهو التبذير.

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك في غير سرف ولا تبذير، وما تصدقت فلك، وما أنفقت رياء وسمعة، فذلك حظ الشيطان.

PreviousNext
1 2 4