الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ٱلأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٱلْمَوْتَىٰ بَل للَّهِ ٱلأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } * { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } * { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } * { لَّهُمْ عَذَابٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ }

فنزلتوما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أَن كذب بها الأولون } [الإِسراء: 59] حتى قرأ ثلاث آيات. ونزلت { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال... } الآية.

وأخرج أبو الشيخ عن قتادة أن هذه الآية { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى } مكية.

وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال } الآية. قال: قول كفار قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم: سيّر جبالنا تتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة، أو قرب لنا الشام فإنا نتجر إليها، أو أخرج لنا آباءنا من القبور نكلمهم.

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالوا سير بالقرآن الجبال، قطع بالقرآن الأرض، أخرج به موتانا.

وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - قال: قال كفار مكة لمحمد صلى الله عليه وسلم: " سيّر لنا الجبال كما سخرت لداود، وقطع لنا الأرض كما قطعت لسليمان عليه السلام فاغدُ بها شهراً، ورح بها شهراً، أو كلم لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يكلمهم. يقول: لم أنزل بهذا كتاباً، ولكن كان شيئاً أُعطيته أنبيائي ورسلي ".

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الشعبي - رضي الله عنه - قال: قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت نبياً كما تزعم، فباعد عن مكة اخشبيها هذين مسيرة أربعة أيام، أو خمسة أيام، فإنها ضيقة حتى نزرع فيها أو نرعى، وابعث لنا آباءنا من الموتى حتى يكلمونا ويخبرونا إنك نبي، أو احملنا إلى الشام أو إلى اليمن أو إلى الحيرة، حتى نذهب ونجيء في ليلة كما زعمت إنك فعلته. فأنزل الله تعالى { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال } الآية.

وأخرج إسحق وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { بل لله الأمر جميعاً } لا يصنع من ذلك إلا ما يشاء، ولم يكن ليفعل.

وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقرأ { أفلم ييأس الذين آمنوا }.

وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ [أفلم يتبين الذين آمنوا] فقيل له: إنها في المصحف { أفلم ييأس } فقال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس.

وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ [أفلم يتبين الذين آمنوا].

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { أفلم ييأس } يقول: يعلم.

PreviousNext
1 3 4 5