الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ ٱلْعِدَّةَ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ رَبَّكُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِى لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً } * { فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُواْ ذَوَىْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً } * { وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً } * { وَٱللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمْ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَٱللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاَتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً } * { ذَلِكَ أَمْرُ ٱللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً }

وَٱلْمُطَلَّقَـٰتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَـٰثَةَ قُرُوۤءٍ } [البقرة: 228] قال معاذ بن جبل يا رسول الله لو كانت المرأة آيسة لا تحيض كيف تعتد فنزل { وَٱللاَّئِى يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نّسَائِكُمْ } والآية أن تبلغ ستين سنة ويقال خمسين { إِنِ ٱرْتَبْتُمْ } إن شككتم في عدتهن { فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَـٰثَةُ أَشْهُرٍ } فقام رجل آخر فقال: لو كانت صغيرة كيف عدتها وقام آخر وقال لو كانت حاملاً كيف عدتها فنزل { وَٱللاَّئِى لَمْ يَحِضْنَ } يعني: المرأة التي لم تحض فعدتها ثلاثة أشهر مثل عدة الآيسة { وَأُوْلَـٰتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ } يعني عدتهن. { أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } وقال عمر لو وضعت ما في بطنها وزوجها على سريره قبل أن يدفن في حفرته لانقضت عدتها وحلت للأزواج وروى الزهري عن عبد الله عن أبيه أن سبيعة بنت الحارث قد وضعت بعد وفاة زوجها بعشرين يوماً فمر بها السنابل بن بعكك فقال لها أتريدين أن نتزوج فقالت نعم قال: لا حتى يأتي عليك أربعة أشهر وعشر فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها قد حللت للزواج يعني انقضت عدتك ثم قال: { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ } يعني: يصبر على طاعة الله تعالى { يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً } يعني: ييسر عليه أمره ويوفقه ليعمل على طاعة الله تعالى ويعصمه عن معاصيه ثم قال { ذَلِكَ أَمْرُ ٱللَّهِ } يعني: هذا الذي ذكره حكم الله وفريضته { أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ } يعني: أنزله في القرآن على نبيكم { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ } ويعمل بأحكامه وفريضته { يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَـٰتِهِ } في الدنيا { وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً } يعني ثواباً في الجنة قرأ نافع وابن عامر نكفر عنه بالنون والباقون بالياء ومعناهما يرجع إلى شيء واحد ثم رجع إلى ذكر المطلقات


PreviousNext
1 2