يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { فَأمَّا الْيَتِيمَ } يا محمد { فَلا تَقْهَرْ } يقول: فلا تظلمه، فتذهب بحقه، استضعافاً منك له، كما: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { فَأمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ }: أي لا تظلم. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مِهْران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد { فَأمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ } قال: تُغْمِصْه وَتَحْقِرْه. وذُكر أن ذلك في مصحف عبد الله: «فَلا تَكْهَرْ». وقوله: { وَأمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ } يقول: وأما من سألك من ذي حاجة فلا تنهره، ولكن أطعمه واقض له حاجته { وَأمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }: يقول: فاذكره. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن مجاهد، في قوله: { وَأمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } قال: بالنبوّة. حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، قال: ثنا سعيد بن إياس الجريريّ، عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أن من شُكْرِ النعم أن يحدّثَ بها.