يقول تعالى ذكره: { وَلَقَدْ زَيَّنا السَّماءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ } وهي النجوم، وجعلها مصابيح لإضاءتها، وكذلك الصبح إنما قيل له صبح للضوء الذي يضيء للناس من النهار { وَجَعلْناها رُجُوماً للشَّياطِينِ } يقول: وجعلنا المصابيح التي زيَّنا بها السماء الدنيا رجوماً للشياطين تُرْجم بها. وقد: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَلَقَدْ زَيَّنا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً للشَّاطِينِ } إن الله جلّ ثناؤه إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصال: خلقها زينة للسماء الدنيا، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدي بها فمن يتأوّل منها غير ذلك، فقد قال برأيه، وأخطأ حظه، وأضاع نصيبه، وتكلَّف ما لا علم له به. وقوله: { وأعْتَدْنا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ } يقول جلّ ثناؤه: وأعتدنا للشياطين في الآخرة عذاب السعير، تُسْعَر عليهم فتُسْجَر.