حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبـيه، قال: سئل ابن عبـاس عن قوله: { وَمَنْ لَـمْ يَحْكمْ بِـمَا أنْزَلَ اللّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافرون } قال هي به كفر قال ابن طاووس، ولـيس كمن كفر بـالله وملائكته وكتبه ورسله. حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، فَأُولَئِكَ هُمُ الكافرون قال كفر لا ينقل عن الملـة قال وقال عطاء: كفر دون كفر، وظلـم دون ظلـم، وفسق دون فسق. وقال آخرون: بل نزلت هذه الآيات فـي أهل الكتاب، وهي مراد بها جميع الناس مسلـموهم وكفـارهم. ذكر من قال ذلك: حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوريّ، عن منصور، عن إبراهيـم قال: نزلت هذه الآيات فـي بنـي إسرائيـل، ورضي لهذه الأمة بها. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن سفـيان، عن منصور، عن إبراهيـم: { وَمَنْ لَـمْ يَحْكُمْ بِـمَا أنْزَلَ اللّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ } قال: نزلت فـي بنـي إسرائيـل، ورضي لكم بها. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفـيان، عن منصور، عن إبراهيـم فـي هذه الآية: { وَمَنْ لَـمْ يَحْكُمْ بِـمَا أنْزَلَ اللّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ } قال: نزلت فـي بنـي إسرائيـل، ثم رضي بها لهؤلاء. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيـم، عن عوف، عن الـحسن فـي قوله: { وَمَنْ لَـمْ يَحْكُمْ بِـمَا أنْزَلَ اللّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ } قال: نزلت فـي الـيهود، وهي علـينا واجبة. حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم، قال: ثنا هشيـم، قال: أخبرنا عبد الـملك بن أبـي سلـيـم، عن سلـمة بن كهيـل، عن علقمة ومسروق: أنهما سألا ابن مسعود عن الرشوة، فقال: من السحت. قال: فقالا: أفـي الـحكم؟ قال: ذاك الكفر. ثم تلا هذه الآية: { وَمَنْ لَـمْ يَحْكُمْ بِـمَا أنْزَلَ اللّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ }. حدثنـي مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ: { وَمَنْ لَـمْ يَحْكُمْ بِـمَا أنْزَلَ اللّهُ } يقول: ومن لـم يحكم بـما أنزلتُ فتركه عمداً وجار وهو يعلـم فهو من الكافرين. وقال آخرون: معنى ذلك: ومن لـم يحكم بـما أنزل الله جاحداً به، فأما الظلـم والفسق فهو للـمقرّ به ذكر من قال ذلك: حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية بن صالـح، عن علـيّ بن أبـي طلـحة، عن ابن عبـاس، قوله: { وَمَنْ لَـمْ يَحْكُمْ بِـمَا أنْزَلَ اللّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ } قال: من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقرّ به ولـم يحكم فهو ظالـم فـاسق. وأولـى هذه الأقوال عندي بـالصواب، قول من قال: نزلت هذه الآيات فـي كفار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففـيهم نزلت وهم الـمعِنـيون بها، وهذه الآيات سياق الـخبر عنهم، فكونها خبراً عنهم أولـى.