الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }

اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله: { فوَيْـلٌ }. فقال بعضهم بـما: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، عن بشر بن عمارة، عن أبـي روق عن الضحاك، عن ابن عبـاس { فَوَيْـلٌ لَهُمْ } يقول: فـالعذاب علـيهم. وقال آخرون بـما: حدثنا به ابن بشار، قال: حدثنا ابن مهدي، قال: حدثنا سفـيان، عن زياد بن فـياض، قال: سمعت أبـا عياض يقول: الويـل: ما يسيـل من صديد فـي أصل جهنـم. حدثنا بشر بن أبـان الـحطاب، قال: حدثنا وكيع، عن سفـيان، عن زياد بن فـياض، عن أبـي عياض فـي قوله: { فَوَيْـلٌ } قال: صهريج فـي أصل جهنـم يسيـل فـيه صديدهم. حدثنا علـيّ بن سهل الرملـي، قال: حدثنا زيد بن أبـي الزرقاء، قال: حدثنا سفـيان بن زياد بن فـياض، عن أبـي عياض، قال: الويـل واد من صديد فـي جهنـم. حدثنا ابن حميد قال: حدثنا مهران عن شقـيق قال: { وَيْـلٌ }: ما يسيـل من صديد فـي أصل جهنـم. وقال آخرون بـما: حدثنا به الـمثنى، قال: حدثنا إبراهيـم بن عبد السلام بن صالـح التستري، قال: حدثنا علـيّ بن جرير، عن حماد بن سلـمة بن عبد الـحميد بن جعفر، عن كنانة العدوي، عن عثمان بن عفـان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: " الوَيْـلُ جَبَلٌ فِـي النّارِ " حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثنـي عمرو بن الـحرث، عن دراج، عن أبـي الهيثم، عن أبـي سعيد، عن النبـي صلى الله عليه وسلم قال: " وَيْـلٌ وَادٍ فـي جَهَنّـمَ يَهْوِي فـيهِ الكافِرُ أرْبَعِينَ خَرِيفـاً قَبْلَ أنْ يَبْلُغَ إلـى قَعْرِهِ " قال أبو جعفر: فمعنى الآية علـى ما روي عمن ذكرت قوله فـي تأويـل { وَيْـلٌ } فـالعذاب الذي هو شرب صديد أهل جهنـم فـي أسفل الـجحيـم للـيهود الذين يكتبون البـاطل بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله. القول فـي تأويـل قوله تعالـى: { لِلّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتابَ بأيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِـيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِـيلاً }. يعنـي بذلك: الذين حرّفوا كتاب الله من يهود بنـي إسرائيـل وكتبوا كتابـاً علـى ما تأولوه من تأويلاتهم مخالفـاً لـما أنزل الله علـى نبـيه موسى صلى الله عليه وسلم ثم بـاعوه من قوم لا علـم لهم بها ولا بـما فـي التوراة جهال بـما فـي كتب الله لطلب عرض من الدنـيا خسيس فقال الله لهم { فويـل لهم مـما كتبت أيديهم وويـل لهم مـما يكسبون }. كما حدثنـي موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسبـاط عن السدي فويـل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله لـيشتروا به ثمناً قلـيلاً قال كان ناس من الـيهود كتبوا كتابـاً من عندهم يبـيعون من العرب ويحدثونهم أنه من عند الله لـيأخذوا به ثمناً قلـيلاً.

السابقالتالي
2 3