الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبـي روق، عن الضحاك، عن ابن عبـاس، قال: الأميون قوم لـم يصدّقوا رسولاً أرسله الله، ولا كتابـاً أنزله الله فكتبوا كتابـاً بأيديهم ثم قالو لقوم سفلة جهال هذا من عند الله لـيشتروا به ثمنا قلـيلاً قال عرضاً من عرض الدنـيا.حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله { الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله } قال هؤلاء الذين عرفوا أنه من عند الله يحرفونه.حدثني المثنى قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله إلا أنه قال ثم يحرفونه.حدثنا بشر بن معاذ قال ثنا يزيد عن قتادة { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم } الآية وهم اليهود.حدثناالحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله { فويل للذين يكتبون الكتاب... } قال: كان ناس من بني اسرائيل كتبوا كتاباً بأيديهم ليتأكلوا الناس فقالوا هذا من عند الله وما هو من عند الله. حدثني الـمثنى، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو جعفر، عن الربـيع، عن أبـي العالـية قوله: { فَوَيْـلٌ لِلّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتابَ بأيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِـيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنا قَلِـيلاً } قال: عمدوا إلـى ما أنزل الله فـي كتابهم من نعت مـحمد صلى الله عليه وسلم، فحرّفوه عن مواضعه يبتغون بذلك عرضا من عرض الدنـيا، فقال: { فَوَيْـلٌ لَهُمْ مِـمّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْـلٌ لَهُمْ مِـمّا يَكْسِبُونَ }. حدثنـي الـمثنى بن إبراهيـم، قال: ثنا إبراهيـم بن عبد السلام، قال: ثنا علـي ابن جرير، عن حماد بن سلـمة، عن عبد الـحميد بن جعفر، عن كنانة العدوي، عن عثمان بن عفـان رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: { فَوَيْـلٌ لَهُمْ مِـمّا كَتَبَتْ أيْدِيهِمْ وَوَيْـلٌ لَهُمْ مِـمّا يَكْسِبُونَ }: " الويـل: جبل فـي النار " وهو الذي أنزل فـي الـيهود لأنهم حرّفوا التوراة، وزادوا فـيها ما يحبون، ومـحوا منها ما يكرهون، ومـحوا اسم مـحمد صلى الله عليه وسلم من التوراة، فلذلك غضب الله علـيهم فرفع بعض التوراة فقال: { فَوَيْـلٌ لَهُمْ مِـمّا كَتَبَتْ أيْدِيهِمْ وَوَيْـلٌ لَهُمْ مِـمّا يَكْسِبُونَ }. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنـي سعيد بن أبـي أيوب، عن مـحمد بن عجلان، عن زيد بن أسلـم، عن عطاء بن يسار، قال: { وَيْـلٌ }: واد فـي جهنـم لو سيرت فـيه الـجبـال لانـماعت من شدّة حرّه. قال أبو جعفر: إن قال لنا قائل: ما وجه { فَوَيْـلٌ لِلّذِينَ يَكُتُبُونَ الكِتابَ بأيْدِيهِمْ }؟ وهل تكون الكتابة بغير الـيد حتـى احتاج الـمخاطبون بهذه الـمخاطبة إلـى أن يخبروا عن هؤلاء القوم الذين قصّ الله قصتهم أنهم كانوا يكتبون الكتاب بأيديهم؟ قـيـل له: إن الكتاب من بنـي آدم وإن كان منهم بـالـيد، فإنه قد يضاف الكتاب إلـى غير كاتبه وغير الـمتولـي رسم خطه، فـيقال: كتب فلان إلـى فلان بكذا، وإن كان الـمتولـي كتابته بـيده غير الـمضاف إلـيه الكتاب، إذا كان الكاتب كتبه بأمر الـمضاف إلـيه الكتاب.

PreviousNext
1 3