يقول تعالى ذكره: سيقول بعض الـخائضين فـي أمر الفِتْـية من أصحاب الكهف، هم ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقول بعضهم: هم خمسة سادسهم كلبهم { رجْماً بـالغَيْبِ }: يقول: قذفـا بـالظنّ غير يقـين علـم، كما قال الشاعر:
وأجْعَلُ مِنِّـي الـحَقَّ غَيْبـاً مُرَجَّمَا
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بـالغَيْبِ }: أي قذفـا بـالغيب. حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فـي قوله: { رَجْماً بـالغَيْبِ } قال: قذفـا بـالظنّ. وقوله: { وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامنُهُمْ كَلْبُهُمْ } يقول: ويقول بعضهم: هم سبعة وثامنهم كلبهم. { قُلْ رَبـيّ أعْلَـمُ بِعِدَّتِهِمْ } يقول عزّ ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: قل يا مـحمد لقائلـي هذه الأقوال فـي عدد الفتـية من أصحاب الكهف رجما منهم بـالغيب: { رَبِّـي أعْلَـمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَـمُهُمْ } يقول: ما يعلـم عددهم { إلاَّ قَلِـيـلٌ } من خـلقه، كما: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { ما يَعْلَـمُهُمْ إلاَّ قَلِـيـلٌ } يقول: قلـيـل من الناس. وقال آخرون: بل عنى بـالقلـيـل: أهل الكتاب. ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الـخراسانـي، عن ابن عبـاس { ما يَعْلَـمُهُمْ إلاَّ قَلِـيـلٌ } قال: يعنـي أهل الكتاب. وكان ابن عبـاس يقول: أنا مـمن استثناه الله، ويقول: عدتهم سبعة. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسرائيـل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبـاس { ما يَعْلَـمُهُمْ إلاَّ قَلِـيـلٌ } قال: أنا من القلـيـل، كانوا سبعة. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، ذكر لنا أن ابن عبـاس كان يقول: أنا من أولئك القلـيـل الذين استثنى الله، كانوا سبعة وثامنهم كلبهم. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، قال: قال ابن جريج: قال ابن عبـاس: عدتهم سبعة وثامنهم كلبهم، وأنا مـمن استثنى الله. حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فـي قوله: { ما يَعْلَـمُهُمْ إلاَّ قَلِـيـلٌ } قال: كان ابن عبـاس يقول: أنا من القلـيـل، هم سبعة وثامنهم كلبهم. وقوله: { فَلا تُـمَارِ فِـيهِمْ إلاَّ مِرَاءً ظاهِراً } يقول عزّ ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: فلا تـمار يا مـحمد: يقول: لا تـجادل أهل الكتاب فـيهم، يعنـي فـي عدّة أهل الكهف، وحُذِفت العِدّة اكتفـاء بذكرهم فـيها لـمعرفة السامعين بـالـمراد. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: { فَلا تُـمارِ فِـيهِمْ } قال: لا تـمار فـي عدّتهم.