الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ } * { حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ } * { كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ } * { لَتَرَوُنَّ ٱلْجَحِيمَ } * { ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ ٱلْيَقِينِ } * { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ }

قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن بكير بن عتيق العامريّ، قال: أُتِيَ سعيد بن جُبير بشربة عسل، فقال: أما إن هذا النعيم الذي نُسْأل عنه يوم القيامة { ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن بكير بن عتيق، عن سعيد بن جُبير، أنه أُتِيَ بشربة عسل، فقال: هذا من النعيم الذي تُسألون عنه. وقال آخرون: ذلك كلّ ما التذّه الإنسان في الدنيا من شيء. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: { ثُمَّ لَتُسْئَلَنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } قال: عن كلّ شيء من لذّة الدنيا. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }: إن الله عزّ وجلّ سائل كلّ عبد عما استودعه من نِعَمه وحقه. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن مَعْمر، عن قتادة { لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } قال: إن الله تعالى ذكره سائل كلَّ ذي نعمة فيما أنعم عليه. وكان الحسن وقتادة يقولان: ثلاث لا يُسئل عنهنّ ابن آدم، وما خَلاهنّ فيه المسألة والحساب، إلا ما شاء الله: كُسوة يواري بها سَوْءَته، وكسرة يشدّ بها صُلْبه، وبيت يظلُّه. والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله أخبر أنه سائل هؤلاء القوم عن النعيم، ولم يخصص في خبره أنه سائلهم عن نوع من النعيم دون نوع، بل عمّ بالخبر في ذلك عن الجميع، فهو سائلهم كما قال عن جميع النعيم، لا عن بعض دون بعض.

PreviousNext
1 2 3 4 5