{ وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ٱلآخِرِينَ } فليس من أهل دين إلا وهم يتولونه ويحبونه { وَٱجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ } وهو اسم من أسماء الجنة { وَٱغْفِرْ لأَبِيۤ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ } قال هذا في حياة أبيه وكان في طمع من أن يؤمن فلما تبين له أنه من أهل النار لم يدع له { إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } من الشرك. { وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ } أي أدنيت { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ } أظهرت { لِلْغَاوِينَ } للمشركين. { وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ } الله يعني الشياطين الذين دعوهم إلى عبادة من عبدوا من دون الله { هَلْ يَنصُرُونَكُمْ } يعني هل يمنعونكم من عذاب الله { أَوْ يَنتَصِرُونَ } يمتنعون. { فَكُبْكِبُواْ فِيهَا } أي قذفوا فيها يعني المشركين { هُمْ وَٱلْغَاوُونَ } يعني الشياطين. قال محمد { فَكُبْكِبُواْ } أصله كببوا من قولك كببت الإناء فأبدل من الباء الوسطي كافا استثقالا لاجتماع ثلاث باءات. { قَالُواْ } قال المشركون للشياطين { وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } وخصومتهم تبرؤ بعضهم من بعض ولعن بعضهم بعضا { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا } في الدنيا أي لقد كنا في الدنيا { لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } بين. { إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } أي نتخذكم آلهة { وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } يعني الشياطين { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } يشفعون لنا اليوم عند الله { وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } قريب القرابة فيحمل عنا كما كان يحمل الحميم عن حميمه في الدنيا قالوا هذا حين شفع للمذنبين من المؤمنين فأخرجوا منها { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } رجعة إلى الدنيا { فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }.